responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 336


الحيوانات والجماد وفي وسطه ساقيه ماء ومن جهتها الأشجار والناس واقفون يميناً ويساراً سكوتاً لا يتكلم أحد منهم وفي وسط المشور ثلاثة رجال وقوف . أسلمني أولئك الأربعة إليهم فأمسكوا بثيابي كما فعل الآخرون وأشار إليهم رجل فتقدموا بي وكان أحدهم يهودياً فقال لي بالعربي : لا تخف فهكذا عادتهم أن يفعلوا بالوارد وأنا الترجماني وأصلي من بلاد الشام . فسألته كيف أسلم . فقال : قل السلام عليكم . ثم وصلت إلى قبة عظيمة والسلطان على سريره وزوجته أم هذا الخاتون بين يديه وأسفل السرير الخاتون وإخوتها وعن يمينه ستة رجال وعن يساره أربعة وكلهم بالسلاح .
فأشار إلي قبل السلام والوصول إليه بالجلوس هنيهة ليسكن روعي ففعلت ذلك ثم وصلت إليه فسلمت عليه وأشار إلى أن أجلس فلم أفعل . وسألني عن بيت المقدس وعن الصخرة المقدسة وعن القمامة وعن مهد عيسى وعن بيت لحم وعن مدينة الخليل عليه السلام ثم عن دمشق ومصر والعراق وبلاد الروم فأجبته عن ذلك كله واليهودي يترجم بيني وبينه .
فأعجبه كلامي وقال لأولاده : أكرموا هذا الرجل وأمنوه . ثم خلع علي خلعة وأمر لي بفرس مسرج ملجم ومظلة من التي يجعلها الملك فوق رأسه وهي علامة الأمان . وطلبت منه أن يعين من يركب معي بالمدينة في كل يوم حتى أشاهد عجائبها وغرائبها وأذكرها في بلادي . فعين لي ذلك . ومن العوائد عندهم ان الذي يلبس خلعة الملك ويركب فرسه يطاف به في أسواق المدينة بالأبواق والأنفار والأطبال ليراه الناس وأكثر ما يفعل ذلك بالأتراك الذين يأتون من بلاد السلطان أوزبك لئلا يؤذوا فطافوا بي في الأسواق .
مدينة القسطنطنية وهي متناهية في الكبر منقسمة بقسمين بينهما نهر عظيم المد والجزر

336

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست