responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 267


فقراء مدينة لار كان جمال الملك من أهل سجستان أعجمي الأصل [1] معناه الأقطع . وكانت يده قطعت في بعض حروبه . وكانت له جماعة كثيرة من فرسان الأعراب والأعاجم يقطع بهم الطرق . وكان يبني الزوايا ويطعم الوارد والصادر من الأموال التي يسلبها من الناس . ويقال : إنه كان يدعو أن لا يسلط إلا على من لا يزكي ماله وأقام على ذلك دهراً . وكان يغير هو وفرسانه ويسلكون براري لا يعرفها سواهم ويدفنون بها قرب الماء ورواياه . فإذا تبعهم عسكر السلطان دخلوا الصحراء واستخرجوا المياه ويرجع العسكر عنهم خوفاً من الهلاك . وأقام على هذه الحالة مدة لا يقدر عليه ملك العراق ولا غيره ثم تاب وتعبد حتى مات وقبره يزار ببلده .
وسلكنا هذه الصحراء إلى أن وصلنا إلى كوراستان [2] وهو بلد صغير فيه الأنهار والبساتين وهو شديد الحر . ثم سرنا منه ثلاثة أيام في صحراء مثل التي تقدمت ووصلنا إلى مدينة لار [3] مدينة كبيرة كثيرة العيون والمياه المطردة والبساتين . ولها أسواق حسان ونزلنا منها بزاوية الشيخ العابد أبي دلف محمد وهو الذي قصدنا زيارته بخنج بال . وبهذه الزاوية ولده أبو زيد عبد الرحمن ومعه جماعة من الفقراء . ومن عادتهم أنهم يجتمعون بالزاوية بعد صلاة العصر من كل يوم ثم يطوفون على دور المدينة فيعطاهم من كل دار الرغيف والرغيفان فيطعمون منها الوارد والصادر . وأهل الدور قد ألفوا ذلك فهم يجعلونه في جملة قوتهم ويعدونه لهم إعانة على إطعام الطعام . وفي كل ليلة جمعة يجتمع بهذه الزاوية فقراء المدينة وصلحاؤها ويأتي كل منهم بما تيسر له من الدراهم فيجمعونها وينفقونها تلك الليلة ويبيتون في عبادة من الصلاة والذكر والتلاوة وينصرفون بعد صلاة الصبح .



[1] واللك بضم اللام
[2] وضبط اسمه بفتح الكاف واسكان الواو وراء
[3] وآخر اسمها راء

267

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست