responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 231

إسم الكتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) ( عدد الصفحات : 682)


ثم سافرنا إلى مدينة دارا وهي عتيقة كبيرة بيضاء المنظر لها قلعة مشرفة وهي الآن خراب لا عمارة بها وفي خارجها قرية معمورة بها كان نزولنا ثم رحلنا منها فوصلنا إلى مدينة ماردين وهي عظيمة في سطح جبل من أحسن مدن الإسلام وأبدعها وأتقنها وأحسنها أسواقاً وبها تصنع الثياب المنسوبة إليها من الصوف المعروف بالمرعز ولها قلعة شماء من مشاهير القلاع في قنة جبلها . قال ابن جزي : قلعة ماردين هذه تسمى الشهباء وإياها عنى شاعر العراق صفي الدين عبد العزيز بن سراي الحلي بقوله في سمطه :
ولا تقف بالموصل الحدباء * إن شهاب القلعة الشهباء محرق شيطان صروف الدهر وقلعة حلب تسمى الشهباء أيضاً وهذه المسمطة بديعة مدح بها الملك المنصور سلطان ماردين وكان كريماً شهير الصيت ولي الملك بها نحو خمسين سنة وأدرك أيام قازان ملك التتر وصاهر السلطان خدابنده بابنته دنيا خاتون .
سلطان ماردين في عهد دخولي إليها وهو الملك الصالح ابن الملك المنصور الذي ذكرناه آنفاً ورث الملك عن أبيه وله المكارم الشهيرة . وليس بأرض العراق والشام ومصر أكرم منه يقصده الشعراء والفقراء فيجزل لهم العطايا جرياً على سنن أبيه قصده أبو عبيد الله محمد ابن جابر الأندلسي المروي الكفيف مادحاً فأعطاه عشرين ألف درهم . وله الصدقات والمدارس والزوايا لإطعام الطعام وله وزير كبير القدر وهو الإمام العالم وحيد الدهر وفريد العصر جمال الدين السنجاوي وقرأ بمدينة

231

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست