نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 168
الانفصال عن مكة شرفها الله تعالى وفي الموفي عشرين لذي الحجة خرجت من مكة صحبة أمير ركب العراق البهلوان محمد الحويح بحاءين مهملين وهو من أهل الموصل . وكان يلي إمارة الحاج بعد موت الشيخ شهاب الدين قلندر وكان شهاب الدين سخياً فاضلاً عظيم الحرمة عند سلطانه يحلق لحيته وحاجبيه على طريقة القلندرية . ولما خرجت من مكة شرفها الله تعالى في صحبة الأمير البهلوان المذكور اكترى لي شقة محارة إلى بغداد ودفع إجارتها من ماله وأنزلني في جواره . وخرجنا بعد طواف الوداع إلى بطن مر في جمع من العراقيين والخراسانيين والفارسيين والأعاجم لا يحصى عديدهم تموج بهم الأرض موجاً ويسيرون سير السحاب المتراكم . فمن خرج عن الركب لحاجة ولم تكن له علامة يستدل بها على موضعه ضل عنه لكثرة الناس . وفي هذا الركب نواضح كثيرة لأبناء السبيل يستقون منها الماء وجمال لرفع الراد للصدقة ورفع الأدوية والأشربة والسكر لمن يصيبه مرض . وإذا نزل الركب طبخ الطعام في قدور نحاس عظيمة تسمى الدسوت وأطعم منها أبناء السبيل ومن لا زاد معه . وفي الركب جملة من الجمال يحمل عليها من لا قدرة له على المشي . كل ذلك من صدقات السلطان أبي سعيد ومكارمه . قال ابن جزي : كرم الله هذه الكنية الشريفة فما أعجب أمرها في الكرم وحسبك بمولانا بحر المكارم ورافع رايات الجود الذي هو آية الندى والفضل أمير المسلمين أبي سعيد ابن مولانا قامع الكفار والآخذ للإسلام بالثار أمير المسلمين يوسف قدس الله أرواحهم الكريمة وأبقى الملك في عقبهم الطاهر إلى يوم الدين .
168
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 168