نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 9
ذلك كان موقفي عندما قرأت مروج الذهب للمسعودي لأول مرة ، ولطالما أمضيت الأيام في البحث ، وأضنيت النفس في التنقيب عن كتبه ، ولا سيما عن كتاب أخبار الزمان الذي هام به العلماء ، لا فراط المسعودي في تقريظه ، وإلماعه بما تضمنه من علوم وأبحاث مفيدة - اعتقدت أن في العثور عليه إشباعا لرغباتي العلمية ، بل ظننت أن سعادة العالم رهينة بما قد ضمنه ذلك الكتاب من حلول لمسائل علمية معقدة ، ومشكلات لم يصل العلم إلى حلها ، ولا سيما مسائله الفلسفية ، وما وراء الطبيعة ، وأخباره الطريفة . ولم أكن فريدا في الشعور بتلك الحالة ، بل ذلك شأن كل من يقرأ كتب المسعودي ، أو يلم بها بعض الالمام . ولقد حدثت أن مستشرقا استهواه علم المسعودي ، وأسلوبه الجذاب ، وفتنته إحالاته العجيبة ، فبحث أولا بنفسه ، ثم لجأ إلى حكومته فأمدته بالمال ، فظل يبحث ويتابع البحث ، حتى عثر على نسخة من كتاب " أخبار الزمان " في مدينة شنقيط بصحراء إفريقية ، فرام شراءها ، وبذل فيها ثمنا عاليا ، فما سمحت أنفس الشناقطة ببيعها ، ولا رضوا أن يستبدلوها بالذهب الوفير . فلما أعياه شراؤها عرض عليهم أن يصورها بالفتوغرافيا نظير مبلغ من المال جسيم ، فما أعاروا عرضه ذلك التفاتا ، بل منعوه النظر إليها والاستمتاع بها . فرحل عنهم حقبة من الدهر ، ولما استيقن أن القوم قد أنسوا شخصه ، وما كان قد جاء لأجله ، عاد إليهم خائفا يترقب ، وقد عزم استنساخها ، فاكترى رجلا منهم عهد إليه باستنساخها .
9
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 9