نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 88
ثم أضرموها بالنار ، وداروا حولها ورفعوا أيديهم إلى السماء ، وتكلموا بكلام فينزل المطر ويسقوا . فإذا أعرس أحدهم لطخوا وجهه بشئ يشبه الحبر ، ثم أجلسوه على تل ، وجلسوا على تل واجلسوا المرأة بين يديه وجعلوا قصبا مثل القبة ، وستروها بشئ من الحشيش ، وأقاموا حولها ثلاثة أيام يشربون نبيذ الذرة ويلعبون ، ثم ينصرفون ويأخذ الزوج امرأته ويسير بها إلى موضع سكناه . ويلبسون حلق النحاس في أيديهم وآذان نسائهم ، ويحمل إليهم الكرداونية التي تصبغ بالحمرة يلبسونها ولا يلبسها منهم إلا الملك . ولهم شجرة عظيمة يعملون لها عيدا في كل سنة يجتمعون عندها ، ويلعبون حولها حتى يسقط عليهم ورقها فيتبركون به ويزينون المرأة بحلق النحاس والودع في شعرها . ومن ولد سودان الكركر وبهم سميت المملكة ، التي هي أعظم ممالك السودان وأجلها قدرا ، وكل ملك لهم يعطي ملك الكركر حق الطاعة ، وتنسب إلى الكركر ممالك كثيرة . ومملكة عانة وملكها أيضا عظيم الشأن ، ويتصل ببلاد معادن الذهب وبها منهم أمم عظيمة ، ولهم خط لا يجاوزه من صدر إليهم فإذا وصلوا إلى ذلك الخط جعلوا الأمتعة والأكسية علية وانصرفوا ، فيأتون أولئك السودان ، ومعهم الذهب فيتركونه عند الأمتعة وينصرفون ، ويأتي أصحاب الأمتعة فإن أرضاهم وإلا عادوا ورجعوا فيعود السودان ، فيزيدونهم حتى تتم المبايعة كما يفعل التجار الذين يبتاعون القرنفل من أهله سواء [ بسواء ] ، وربما رجع التجار بعد زوالهم [1] مختفين فوضعوا النيران في الأرض ، فيسيل الذهب فتسرقه التجار . ثم يهربون لان الأرض كلها ذهب عندهم ومعدن ظاهر ، وربما فطنوا
[1] في هامش ب : رواحهم ، وفوقها إشارة إلى انها نسخة أخرى .
88
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 88