نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 77
قوما صالحين ، فلما ماتوا حزن عليهم أبناؤهم حزنا شديدا فتمثل لهم إبليس وصور لهم صورهم من المرمر ، وجعلها في بيوتهم ليتذكروا [1] بها ويتأنسوا ويخف حزنهم عليهم ، فلما ملكوا ونشأ غيرهم صور عندهم إبليس أنها آلهة وأن آباءهم كان يعبدونها واستهواهم فعبدوها ، وكان عمر شيث سبعمائة سنة واثنا [2] عشرة سنة ، وولد له وهو ابن مائة وخمسين سنة . وأوصى إلى ابنه قينان وقد كان علمه الصحف وبين له قسمة الأرض ، وما يكون فيها ، وأمره بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج ، وبجهاد ولد قابيل ففعل ما أمره به أبوه ، ومات قينان وله سبعمائة سنة وعشرون سنة . وأوصى إلى ابنه مهلايل ووصاه بما أوصاه به ، وكان عمر مهلايل ثمانمائة سنة وخمسة وسبعين سنة . وأوصى إلى ابنه بوارد وعلمه الصحف وعلمه قسمة الأرض ، وما يحدث في العالم ودفع إليه كتاب سر الملكوت الذي علمه مهلاييل [3] الملك لآدم عليهما السلام وكانوا يتوارثونه مختوما لا ينظرون فيه . وولد لبوادر وهو ابن مائة سنة ابنه خنوخ ، ويقول بعض أهل التاريخ إنه تم للعالم في وقته ألفان وستمائة سنة وأربع سنين . وخنوخ هو إدريس النبي عليه السلام ونبأه الله تعالى وسمي إدريس لكثرة درسه لكتاب الله عز وجل ، وسنن الدين وأنزل الله سبحانه وتعالى عليه ثلاثين صحيفة فكملت الصحف المنزلة يومئذ ثلاثين صحيفة ، وعهد بوارد إلى خنوخ ورفع إليه وصية أبيه وعلمه العلوم التي كانت عنده ودفع إليه مصحف السر فلم يدفعه بعد شيث غير إدريس عليهما السلام . وفي بعض الاخبار انه أول من كتب [ من ولد ] آدم عليه السلام . وقال آخرون إنه لم يخل قط جيل ولا أمة من الكتابة لان إدريس بدت