نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 72
[ ملكين أو تكونا ] من الخالدين ، وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين ) ولم يزل بحواء حتى اكلت من الشجرة وأطعمت منها لآدم فأكل ، فلما أكلا منها انكشف لباسهما عنهما إلى أطراف أصابعهما وبدت لهما سوآتهما ، وهرب آدم في الجنة يمينا وشمالا لا يدري ما يصنع ، فتعلقت به شجرة الا ترج وحبسته بناصيته ومعه حواء ، فطفقا يأخذان من ورق الجنة ويستتران بها فقال الله عز وجل قد جعلت هذه الشجرة غذاء لكما ولذريتكما ، يعني الشجرة التي اكلا منها عاصيين فاهبطوا جميعا أنتما وإبليس والحية فان بعضكم لبعض عدو . ونزع الله من الحية قوائمها فهبطوا ، فكان مقام آدم في الجنة مع حواء ثلاث ساعات ، مقدار مائتين وخمسين سنة من أيام الدنيا ، وهو ربع يوم من أيام الآخرة الذي هو ألف سنة . فأهبط آدم على جبل سرنديب وعليه الورق المخصوف من الجنة ، فلما جف الورق وذهبت رطوبته تقطع وسقط فنسفته الريح وطرحته إلى كل جهة فنبت منه بأرض الهند أنواع الطيب والأفاويه ، والتمر الذي لا يوجد إلا هناك ، وفيه العود ودواب المسك ، وحوله أصناف اليواقيت والماس ، وفي بحره مغايص اللؤلؤ . وسمى الله آدم عبد الله وكناه أبا محمد وكان طويلا جعد الشعر أحسن من خلق الله تعالى ، فلما نزل إلى الأرض نقص من لونه وحسنه وطوله . وكان يتكلم بالعربية فحول الله عز وجل لسانه إلى السريانية ، وانتزع منه ما علمه ثم رده الله سبحانه وتعالى بعد توبته إليه . وأهبط حواء على جدة وبيدها قبضة من جوهر الجنة فتناثر منه من يدها شئ فكانت الجواهر منه ، ونقص أيضا من حسنها وبهائها وأهبط إبليس ومعه قبضة من النار وعصا من بعض شجر الجنة يقال إنه
72
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 72