responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 54


والطيور والوحش هربوا منها ، وكذلك كل دابة تراها تهرب منها ، وتفر بين يديها وفي هذا البحر جزيرة تظهر ستة أشهر وتغيب ستة أشهر بكل من فيها تعود إلى هيئتها ، وقيل إنها جزيرة مدبرة وجزيرة ملكان ، وملكان دابة عظيمة بحرية ، قد استوطنت تلك الجزيرة ، ولهذه الدابة رؤوس كثيرة ، ووجوه مختلفة ، وأنياب معقفة ، وليس لها طعام إلا ما تصيده من دواب البحر وقيل إنها مركب لبعض ملوك الجن من أهل البحر ، لان لها جناحين إذا إقامتهما ، وجمعت بين رأسيهما صارا كأنهما رف يلتبس بظل من الشمس * * وذكرتها الأوائل ، وزعموا أنها بقدر الجبل ، وجزيرة ملكان فيها أمة مثل خلق الانسان إلا أن رؤوسهم مثل رؤوس الدواب يغوصون في البحر ويخرجون [1] بما قدروا على إخراجه من دواب البحر فيأكلونه وجزيرة صيدون ، وصيدون هذا ملك وهذه الجزيرة مسيرة شهر في مثله ، وكان بها عجائب كثيرة وأشجار وأنهار ، وكان في وسطها مجلس على عمد مرمر ملون ، وكان المجلس من ذهب مفصل بأنواع الجوهر يشرف على هذه الجزيرة وقيل إن هذا الملك كان ساحرا ، وكانت الجن تطوف به تعمل له العجائب فدل بعض الجن سليمان عليه السلام علية فغزاه سليمان وخرب الجزيرة وقتل أكثر أهلها ، لأنهم كانوا يعبدونه ، وأسر منهم خلقا كثيرا وآمن به أكثرهم ، واسر ابنة لصيدون لم يكن على وجه الأرض في زمانها أجمل منها ولا أكمل كمالا وظرفا وحلاوة ، فاصطفاها سليمان عليه السلام لنفسه وتزوجها وكانت تديم البكاء والحزن لمفارقتها لملك أبيها وغضارة نعيمها وأنس حشمها وخدمها وأهلها ، فقال لها سليمان عليه السلام : ما لي أراك



[1] ب : ويخرجوا .

54

نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست