نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 278
فلما رآهم في البحر هم بتركهم خوفا من البحر ، فأقبل جبرئيل عليه السلام بفرس بلقاء ، فدخل في أثرهم ، فلما رآها فرس فرعون اقتحم به في أثرها ، فلم يقدر فرعون على إمساكه ، لأنه كان حصانا ، وقد كان طال عمره . فلما دخل فرعون اتبعه قومه عن آخرهم ، فلم يبق في البر أحد منهم فتوسطوا البحر ، وقد خرج موسى عليه السلام ومن معه من الناس ، فأمر الله تعالى جل جلاله جبريل عليه السلام أن يطبق البحر على فرعون وقومه ففعل . فلما رأى ذلك فرعون قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ، ولم يقلها صحيح النية . فلما سمعه جبريل عليه السلام رجمه بكف من الحمأة ضرب بها وجهه ، وسد بها فاه ، خوفا أن يرحمه الله تعالى بذلك القول . فغرق الجميع ولم يفلت منهم أحد ، وحملت أرواحهم إلى النار ، ولما هلكوا طرح الله تعالى [ جملة منهم ] على عبر البحر ، منهم فرعون في موضع مرتفع من الأرض ، حتى رأوه وعرفوه وبين الله ذلك في كتابه الكريم الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم . تم وكمل كتاب اخبار الزمان وما أباده الحدثان وعجائب البلدان ، والغامر بالماء والعمران ، بمعونة الله وقوته ، فله الحمد والشكر على ما أولى من النعم الجسام والبر والانعام . على يد أضعف عباد الله وأحوجهم إلى الرحمة والمغفرة والرضوان عبد الرحمن بن محمد بن محمد البصري سامحه الله وغفر له ولوالديه ، ولمن كان السبب في كتابته ولمن قرأ فيه ولجميع المسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، الاحياء منهم والأموات . ووافق الفراغ في نسخه يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى أحد شهور سنة اثنين وثمانين وثمانمائة أحسن الله علي بها . والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله آمين آمين آمين وصحبه وسلم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم استغفر الله الكريم . < / لغة النص = عربي >
278
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 278