responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 24


الأرض ، وما عملوه من عجائب الأعمال ، وشيدوه من عجائب البلدان [1] ووصفوه من الآلات المستطرفة والطلاسمات [2] المستعملة ، وما بنوا من هياكلهم ، وأودعوه نواويسهم ، وزبروه على أحجارهم . على حسب ما نقل إلينا من ذلك .
ونبدأ بما جاء من الآثار الشرعية ، والملة الحنيفية ، ثم نذكر ما روي عن الحكماء الأول المتقدمين ، وبالله أستعين ، وهو حسبي ونعم الوكيل .
وقد سميت كتابي هذا بكتاب [ تاريخ ] ( أخبار الزمان ومن [3] أباده الحدثان وعجائب البلدان والغامر [4] بالماء والعمران ) فأنا أقول :
" أما بعد " فان الله جل جلاله ، وتقدست أسماؤه ، خلق خلقه من غير ضرورة كانت منه إلى خلقهم ، وأنشأهم من غير حاجة كانت منه إلى إنشائهم .
بل خلقهم ليعبدوه ، فيجود عليهم بنعمه ويحمدوه ، فيزيدهم من فضله فيشكروه ويمجدوه . كما قال عز وجل ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد ان يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) فلم يزده خلقه إياهم وإيجادهم مثقال ذرة ، ولم ينقصه إفناؤهم وإعدامهم وزن شعرة ، لأنه سبحانه لا تغيره الأحوال ، ولا يدخله الملال ، ولا تتقاضى سلطانه الأيام والليال . بل خصهم بأسماع وأبصار ، وعقول وأفكار . يصلون بها إلى الحق والباطل ، فيعرفون بذلك المنافع والمضار .
وجعل لهم الأرض بساطا ، ليسلكوا منها سبلا فجاجا ، والسماء سقفا محفوظا . أنزل منها الغيث المدرار ، والأرزاق بمقدار ، وأجرى لهم فيها قمر الليل وشمس النهار . يتعاقبان لمصالحهم دائبين . وجعل لهم الليل سكنا ،



[1] في ت : البنيان .
[2] ت : الطلسمات . في كتبه ، وفي ت : وما أباد .
[3] في ب : وما أباده وهو خطأ عربية وغير موافق لما ينقله
[4] ت : والناس .

24

نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست