نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 202
تحته ، وكان يتعبد له سرا من أهل مملكته فبرئ من علته وعاد إلى أحسن أحواله . وقيل إنه أول من عملت له عجل مموهة بالذهب ، وعليها قباب من خشب مذهب ، وكانت تفرش بأحسن الفرش وتساق إلى موضع المتنزهات ، وقيل إنه عملت له في علته لأنه كان لا يقدر على الركوب ، وكانت البقر تجره في العجلة فكان إذا مر بمكان نزه أقام به ، وان مر بمكان خرب أمر بعمارته . وقيل إنه نظر يوما إلى ثور من البقر التي تجره أبلق حسن الخلقة والقرنين ، فأمر بتوقيفه والتعريض منه ، وساقه بين يديه إلى موضع نزهته إعجابا به ، وجعل عليه حللا من حرير منسوج بالذهب ، فلما كان في بعض الأيام خلا في موضع ، وقد تفرد عن عبيده سار إليه وسجد بين يديه . فقال له : لو دام الملك على تربيتي واكرامي ، وتعبد لي كفيته مهمه على ما يريده ، وقويته في جميع أموره ، وأزلت عنه جميع علله . فارتاع الملك لقوله ، وأمر بأن يغسل ويطيب ويكسى بالحرير المذهب ويوقف في الهيكل ، ووكل به من يخدمه في جميع أموره ويتعاهده بالمسح والتطييب وأمره بعبادته . وأقام ذلك الثور يعبد مدة طويلة ، وافتتن الناس به ، وصار ذلك أصلا لعبادة البقر ، وبنى مواضع كثيرة في الصحراء والجبال وكنز فيها كنوزا كثيرة وأقام عليها أعلاما . وبنى في صحراء الغرب مدينة يقال لها ديماس ، وأقام بها منارا ، وكنز حولها كنوزا ، ويقال ان هذه المدينة قائمة إلى الآن ، وان قوما جازوا بها من ناحية الغرب فسمعوا فيها عزف الجن ورأوا نيرانهم . وفي بعض كتبهم أن ذلك الثور بعد مدة من عبادتهم له ، أمرهم أن يعملوا
202
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 202