نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 188
أحمر دل على الدماء والحروب وقصد الأعداء ، وإن كان أسود دل على كثرة الأمطار والسيول وفساد بعض الأرض بذلك ، وان كان أصفر دل على النيران وعلى آفات تحدث في الفلك . وما كان منه يخرج مختلط اللون دل على مظالم الناس وفساد بعضهم لبعض وإهمال ملوكهم الأمور ، وأشياء تدل على هذا الضرب ، وكانت هذه القبة على منارة أقامت زمانا من ملكه ثم هدمها . ومما عمل له أيضا بالغرب في الصحراء التي تقرب منه ، وكانت الوحوش قد كثرت عليهم وأفسدت زرعهم ، وكذلك خنازير الماء ، فعمل شجرة من نحاس أقامها في موضع فما وصل إليها من الوحش لم يستطع الحركة ولا البراح من عندها حتى تؤخذ قبضا فيقتل ، فاتسع الناس في لحوم تلك الوحوش ، فوجه بعض الملوك المجاورين لمصر عن احتيال لتلك الشجرة فقلعها واحتملها ليضعها في بلده فيعمل له مثلها ، فلما قلعت من موضعها بطل عملها فلم ينتفع بها ، لأنهم كانوا يعملون ما يعملونه من ذلك بطالع يأخذونه فلا يزال مستقيما إلى أن يغير مكانه وينقل عنه . ومما عمل في وقته أن غرابا نقر عين صبي من أولاد الكهنة فقلعها ، فعمل أبوه شجرة من نحاس عليها غراب في منقاره حية بادية الطرفين ، وهو ناشر الجناحين ، وكتب على ظهره كتابا ، فكان الغربان يقعن على تلك الشجرة حتى يمتن أو يؤخذن فيقتلن ، فهلك كثير منها وانتفى إلى الشام وغيرها من النواحي . ولم يزل الامر كذلك إلى أن صار لبعض ملوكهم داء لم يكن له دواء إلا أن يطبخ له غراب فيأكل من لحمه ويشرب مرقه ، فطلب له غراب فلم يكن في وجوده حيلة ، فوجه إلى ناحية الشام من يأتيه بغراب فأبطأ وزادت علته
188
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 188