نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 184
عظيم الخلق ، وهو الذي وضع أسرار الأهرام بالدهشور وغيرها ، ليعمل ما عمله الأولون ، وهو الذي بنى مدينة زرنده . وهلكت عاد بالريح في آخر أيامه ، وأثار من المعادن ما لم يثره أحد ، وكان يجد الذهب على قدر الرحى والزبرجد مثل الأسطوانة ، وغرس الا سارح في صحراء الغرب مثل النخلة . وعمل من العجائب كثيرا ، وعمل منارا عاليا في جبل قفط يرى منه البحر الشرقي ، ووجد هنالك معادن زئبق فعمل منه بركة عظيمة ، فقيل إنها هناك إلى اليوم . وفي زمانه أثار إبليس وأعوانه الأصنام التي كان الطوفان أغرقها ، وزينوا أمرها وعبادتها . ويقال ان قفطويما بنى المدائن الداخلة ، وعمل فيها عجائبا ، منها الماء الملفوف القائم كالعمود ولا ينحل ولا يذوب ويسمى فلطيس ، وصيادة الطير [1] إذا نصبها ومر عليها الطير سقط فيها ولم يقدر أن يبرح منها حتى يؤخذ . وعمل بها أيضا عمودا من نحاس عليه صورة طائر ، فإذا قرب الوحش والأسد والحيات من المدينة صفر ذلك الطائر صفيرا عاليا ، فترجع تلك الدواب هاربة . وكان للمدينة أربعة أبواب جعل لها أربعة أصنام ، على كل باب صنم من نحاس لا يعبر غريب الا ألقى عليه النوم والسبات ، فينام عند الباب فلا يبرح نائما حتى يأتيه أهل تلك المدينة ، فينفخوا في وجهه فيقوم ، فان لم يفعلوا ذلك لم يزل نائما حتى يهلك . وعمل منارا لطيفا من زجاج ملون على قاعدة من نحاس ، وعلى رأس المنارة
[1] في ق : والبركة التي تسمى فلسطين أي صيادة الطير ، لا يمر عليها طير الا سقط فيها .
184
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 184