نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 173
يدور معها إلى أن تغرب في الغرب ثم يدور ليلا حتى يحاذي الشمس مع الصبح . ويقال إن أفروسا كان يطلب الولد في وقته فنكح ثلاثمائة امرأة يبتغي أن يولد له منهن فلم يكن ذلك . ويقال إن في وقته عقمت أرحام النساء والبهائم ، ووقع الموت لما كان الله عز وجل قدره من هلاك العالم بالطوفان . وقيل إن الأسد كثرت في وقته حتى كادت ان تدخل البيوت ، فاحتالوا لها بالطلسمات المانعة والحيل المضرة بها ، وكانت تغيب شيئا وتعود ، فرفعوا ذلك إلى الملك وقالوا هذه علامة مكروهة ، فأمر أن يعمل لها أخاديد وتملأ نارا وجلبوا إليها الأسد بالدخن التي تجذب روحانيتها إليها ، وألقوها على النيران فاحترقت . وبنى في وقته مدائن في ناحية الغرب تلفت في الطوفان مع أكثر مدنهم ، وارتفعت الأمطار عنهم ، وقل الماء في النيل فأجدبوا وهلكت الزروع بالحر والريح الحارة وغير ذلك ، فأضر ذلك بهم فاحتالوا لدفع النار بطلسماتهم ، وكانت تذهب ثم تعود . وقيل إن الذي فعل ذلك بهم ساحر من سحرتهم كان مناوس قد غصب امرأته فأعمل الحيلة قليلا قليلا في افساد طلسماتهم ، لان لكل طلسم شيئا يقوي روحانيته وشيئا آخر يفسدها . ولهذه العلة دخل بخت نصر الفارسي مصر ، وكانت ممتنعة من جميع الملوك فلما أفسد الساحر طلسماتهم سلط عليهم تلك الآفات وأفسد طلسم التماسيح فهاجت عليهم ومنعتهم الماء ، وعذبتهم عذابا كثيرا إلى أن فطنوا به من قبل تلاميذه .
173
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 173