نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 15
كما لا يمكنني أن أجزم بأن الذي اختصره غير المسعودي ، وعلى أية حال فقد وجدنا التسمية على صدر النسخة الخطية المحفوظة بباريس ، والتي صورت عنها النسخة التي في المكتبة الملكية . كما وجدت التسمية على صدر النسخة الخطية المحفوظة بمكتبة تيمور باشا ، وفي كلتا النسختين يضاف الكتاب إلى المسعودي . وأيا ما كان الكتاب للمسعودي أو غيره ، فالكتاب فيه أشياء غربية وأخبار طريفة تفيدنا كثيرا في معرفة التاريخ القديم بوجه عام والمصريين بوجه خاص ، ولو أن العلم الحديث يقفنا منها موقف الريبة والشك . وسيجد القارئ فيه لذة لا تعدلها لذة ، وسيمضي في قراءته دون كد ولا ملل ، ، وسيعاود قراءته بعد ذلك مرات ، وهو بلا ريب منته إلى إحدى ثمرتين : الأولى - أن الانسان فيما مضى وتصرم من الأجيال كان أقدر منه في هذه الحياة العصرية ، وأن السحر والكهانة لعبا دورا كبيرا في غابر الأحقاب ، وأن القدماء وصلوا في العلم بهما إلى غاية تتقاصر دونها أقصى الغايات . الثمرة الثانية - أن قدماء المؤرخين كانوا ذوي خيال واسع ، قصاصين بارعين قادرين على أن يجسموا الخيال ، ويلبسوه ثوبا من الحقيقة محكم النسج . وسيقف القراء منه على أن ما بلغه المصريون من الصناعة وعمارة الأرض والفنون والعلوم والحكمة والبصر بالكيمياء لم تبلغه أمة من الأمم ، وسيجدون فيه من العجائب التي أقامها المصريون بالهندسة أو السحر أعاجيب أدناها الأهرام هذه التي أفنت العصور ، ولم تبلها العصور . وسيعلمون ان ليست هذه الأهرام وحدها التي أقامها القدماء آيات شاهدة لهم بالقوة والأيد واتساق الملك الجبروت .
15
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 15