نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 149
فقتل كل من كان صحب النمرود وجد في طلب ومحاربته حتى ظفر به وسيق إليه أسيرا واجتمع الناس لينظروا إليه فشدت رأسه برأس أسطوانة قائمة وشدت رجله [1] بأسطوانة أخرى ، وكان طوله فيما تذكره القبط عشرين ذراعا وأودعته بيتا ووكلت به رجالا من حرسها لتقتله يوم عيدها وكان قويا فصاح في الليل صيحة مات منها بعض الحرس وهرب الباقون ، فلما بلغها ذلك أمرت بانزاله وأحضرته وأمرت بنار توقد فأوقدت وجعلت تأمر فيقطع منه عضو بعد عضو فيلقى في النار حتى فرغ منه . وكبر ابنها فخرج كاهنا منجما ساحرا ، فعملت له الشياطين قبة من زجاج كرية [2] مدبرة دائرة على دوران الفلك وصوروا عليها صور الكواكب ، وكانوا يعرفون بها أسرار الطبائع ، وعلوم العالم بطلوعها وأفولها . وبعد ستين سنة من ملكه ماتت أمه الساحرة ، وأوصت أن يجعل جسدها تحت صنم القمر بعد أن يطلى بما يدفع عنه النتن ، وكانت وهي ميتة تخبرهم بالعجائب وتجاوبهم على كل ما يسألون ، فهاب الناس لابنها وفزعوا له ، وكان يتصور لهم في صور كثيرة وملكهم مائة سنة ، ولما حضرته الوفاة أمر أن يعمل له شكل صنم من زجاج ، يكون شفيفا [3] ويطلى جسده بالأدوية الممسكة له ، ويدخل في تلك الصورة التي من الزجاج ، ويلحد ما بين الشفتين وينام في هيكل الأصنام ويعمل له في كل سنة عيد تقرب فيه القرابين ، وتدفن تحته كنوزه ، ففعل ذلك كما أمر . وملك بعد ، ابنه سرباق [4] الملك فعمل بسيرة أبيه وجدته ، واجتمع
[1] في ق : رجليه . [2] في ب : كورية . [3] في ق : من زجاج على شقين فلعل الصواب اذن : شقيا . [4] في ق : شرياق .
149
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 149