نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 129
وحملته الشياطين على أعناقها إليه ، فلما رآه ورأى حكمة بنائه ، وزخرفة حيطانه ، وما فيها من النقوش وصور الأفلاك ، وغير ذلك من العجائب ، وكانت المصابيح تسرج فيه ، وتنصب فيه موائد يوجد عليها من كل الأطعمة ، ولا يرون من يعملها ، وكذلك لا إنس به . وفي وسط القصر بركة من ماء جامد الظاهر ترى حركته من وراء ما جمد منه ، وأشياء كثيرة من هذا المعنى ، وإن كانت تنبو عنها العقول . فأعجبه ما رأى ورجع إلى مصر فاستخلف ابنه عرباق [1] وأوصاه بما يوجب له الملك وولده على مكانه ، ورجع هو إلى ذلك القصر ، وأقام به حتى هلك هناك . واليه تعزى مصاحف القبط ، التي فيها تواريخهم . قونية الكاهنة وفي مصاحف القبط أنها كانت تجلس على عرش من نار ، فإذا ما احتكم إليها الرجل ، وكان صادقا شق [2] على النار حتى وصل إليها ولم تضره . وكانت تتصور عليهم في أشكال كثيرة من الصور ، إذا شاءت [3] ثم بنت لنفسها قصرا واحتجبت فيه عن الناس ، وجعلت حيطانه من نحاس مجوفة ، وكتبت على كل أنبوب فيها من الفنون التي يتحاكم إليها فيه فكان الذي يتحاكم إليها يأتي إلى الأنبوب الذي كتب عليه ذلك الفن ، فيتكلم بما يريده ، ويسأل ذلك ما قصد له بصوت خافض غير عال ، فإذا فرغ من
[1] في ت : عريان . [2] في ت : خاض النار . [3] ت : كيف شاءت .
129
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 129