نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 78
معاوية ابن أبي سفيان ، وكان معاوية بن عبد الله حدثا ، فلما دخلا عليه رحب بهما ، وقرب مجلسهما ، فأقاما عنده ، وهذا بعد وفاة الحسن بن علي . قال : فدخلا عليه ذات يوم وعنده عمرو بن العاص ومروان بن الحكم وعبد الرحمن ابن أبي الحكم ، والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، ورجالات من بني أمية ووجوه أهل الشام . فلما أخذا مجلسهما ، وقد كان معاوية قال لهم : دونكم هذا الغلام فهجنوه فإنه حدث وليس يعرف عيوبكم ومساوئكم ، وابن عباس فإنه سينصر ابن عمه ، ولكنكم إذا خجلتم صاحبه انكسر [1] عنكم . فجمع لهم الناس رجاء أن يكون أشد لانكساره وأسرع لخجله ، فلما أخذ القوم مجالسهم ، قال عمرو : من الفتى [ 32 أ ] يا أمير المؤمنين ؟ قال : معاوية بن عبد الله بن جعفر الطيار . فقال عمرو : تناسلت والله بنو عبد المطلب بعد ما ظننا أن قد أفنيناهم بصفين والمواطن ، علونا والله عليكم يا معاوية بن عبد الله بالافعال السنية ، والأكف السخية ، والأنفس الأبية عند الوغى ، فليس لكم كفخرنا نحن السادة وأبناؤها . ثم قال مروان : أنعم يا أمير المؤمنين إذا قدرت ، واعف إذا مننت ، وأجزل إذا أعطيت ، فقد قعدوا بين يديك قعود العبيد بين يدي مواليها ، ما ظننتك يا ابن عبد الله تجسر على زيارة أمير المؤمنين ، وقد علمت ما لقي قومك منا ، والغلبة لهم عند المخاطبة ، والقهر عند المبارزة ، ولكن حداثتك حملتك على ذلك فنحن نعذرك . ثم قال الوليد بن عقبة : لم تزل لنا الغلبة والرئاسة ، وفينا الحماة والقادة ، نصول في الحرب ونفتدي الاسرى من القتل ، لا ينكر ذلك منكركم ، وإن كنت تعرف غير ذلك فتكلم يا ابن عبد الله ، وما أظنك تفعل لأنه لا يقوم باطلك لحقنا . فأراد ابن عباس أن يتكلم ،
[1] في الأصل : " انكسر صاحبه عنكم " " وصاحبه " زيادة من الناسخ .
78
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 78