responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول    جلد : 1  صفحه : 61

إسم الكتاب : أخبار الدولة العباسية ( عدد الصفحات : 419)


أما ما ذكرت من هذا الشأن أنه لكم أولا ، فإنما كان لرسول الله [ 22 ب ] صلى الله عليه وسلم لما اختصه الله برسالته واصطفاه على خلقه ، دعا الناس إلى طاعته ، وكان أحب الناس إليه من أجاب وأناب ، فدعانا ودعاكم ، فأجبنا وأبيتم ، وأتينا وكرهتم ، وسمعنا وصممتم ، وأطعنا وعصيتم ، وأسلمنا وكفرتم ، كل ذلك نحن في حزبه وأنتم في حربه ، فأنا أولى به منك ، لان الله تعالى يقول : * ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ) * [1] . ولي بعد هذا ما ليس لك ، إن عمتي خديجة زوجته وأم ولده ، وإن عائشة أم المؤمنين خالتي ، وإن جدتي صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا لي دونك . وأما قولك - إنه ثاب [2] إليكم آخرا ، فقد لعمري كان ذلك كذلك بطغامك ، وإقدامك على غير مشورة من المسلمين ، ولا اجتماع من المهاجرين ، فبهم غلبتم وتأمرتم واستكبرتم واستأثرتم ، فلا أنتم أنصفتمونا ، ولاهم نصرونا ، فهنالك يا يزيد رأيت النظر الشزر ، وسمعت تنفس الصعداء ، فلا تعجب يا بني فإنك لم تر عجبا ، وستراه إن بقيت إن شاء الله . فقال يزيد : ألا تراه يا أمير المؤمنين يوعدنا في وجوهنا ! فقال معاوية :
عزمة مني عليك لما صمت ، إن الحلم عز ، والجهل ذل ، فمن حلم ظفر ، ومن جهل خسر ، فالزم الطريق ، ودع [ 23 أ ] المضيق ، يك ذلك خيرا لك في دنياك وآخرتك إن شاء الله . ثم أقبل على ابن عباس فقال :
ألا ترى ما يجئ به هذا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، ابن عمك ، إن أحسن فاقبل ، وإن أساء فأجمل ، وكن في ذلك كما قال الأول :
عودت كندة عادة فاصبر لها * احلم لجاهلها ورو سجالها



[1] سورة آل عمران ، الآية 68 .
[2] في الأصل : " تاب " .

61

نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست