نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 205
لأنهم كفوا أيديهم فلم يشهروا سيفا ، حتى كتب إبراهيم بن محمد إلى أبي مسلم يأمره بإظهار الدعوة ومجاهرة عدوه ، فكل من أجاب الدعوة قبل ظهور أبي مسلم فهو كفي ، ومن دخل في الدعوة بعد ظهور أبي مسلم فليس من الكفية . ولما أجمع محمد بن علي على توجيه أبي عكرمة إلى خراسان قال له سالم : ليس لنا أن نستبد بأمر دونك ولا نسبقك ونحن نأتم بك ، وقد أحببت أن أستأذنك في شئ قد كنا رأيناه فخالفنا فيه بكير إذ نحن بالكوفة . قال : فهاته وما أحب أن تخالفوا بكيرا فإنه يحب [1] آل محمد ، وهو ذو رأي . قال : كنا نظرنا في أمرنا هذا فرأيناك قد حللت بين أهل الشام ، ورأينا لأهل الشام دولة وجماعة ونجدة فيهم ظاهرة ، فرأينا [2] أن نبث دعوتك فيهم وندعو منهم من طمعنا في إجابته فكره ذلك بكير وخالفنا [ 96 ب ] فيه . قال محمد : أصاب بكير وأخطأتم ، أبى الله أن يأتي بالشمس من المغرب ، وأحب أن يأتي بها من المشرق ، وان أهل الشام أعوان الظالمين ، وآفة هذا الدين ، وشيعة الملاعين ، وقد ابتعثوا بنصرة بني أمية ، وأغري أكثر أهل العراق بمشايعة بني أبي طالب ، وقد خصنا الله بأهل خراسان ، فهم أنصارنا وأعواننا وذخائرنا ، وقد حلت عليهم من الله رحمة قد غشيتهم ، ويوشك أن تتبعهم [3] ريح الحياة فتعز ذليلهم ، وتقوي ضعيفهم ، وتقتل من قاتلهم حتى يعز دين الله ويظهر الحق وأهله ، يقول الله عز وجل : * ( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ) * [4] فكأنكم بالأودية قد سالت برجال خراسان أشد في
[1] في الأصل : " يحبب " . [2] كتب في الأصل فوق كلمة " فرأينا " : " فأردنا " . [3] في الأصل : " أن تتبعنهم " . [4] سورة الرعد ، الآية 17 .
205
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 205