نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 188
بذلك ، وقد أحببت أن يدخل علي أصحابي الذين رأيت . فقلت لعروة : أدخل من أحب ، قال : فلان وفلان ، حتى سمى من كان معه ممن ذكرنا اسمه ، فلما أدخلوا عليه قال لهم : جزاكم الله خيرا ، وصلتمونا وقد قطعنا الناس ، وأحببتمونا وقد أبغضنا الناس ، وهجرتم أوطانكم وتركتم معائشكم ، ولزمتمونا على الكره والضراء ، أسأل الله أن يجمع بيني وبينكم في [ 86 ب ] جنة الخلد ، إني كما ترون ، والمريض أعلم بنفسه ، وهذا صاحبكم يعني محمد بن علي فائتموا به وأطيعوه ترشدوا ، فقد تناهت الوصايا إليه ، وقد ألقيت ما ألقيت إليكم إلى أخي وأخيكم سلمة بن بجير ، استودعتكم الله الذي لا تخيب الودائع عنده ، ولا يضيع من فوض أمره إليه والسلام عليكم . فبكى القوم ، وارتفعت أصواتهم بالبكاء فقال : رحمكم الله أمسكوا عن الجزع ، فكل حي هالك . قال سالم : قال أبو رباح : فظننا أنه حيث قال : قد القيت إليكم ، أنه قد ألقى إليه ، حيث شخص من دمشق وودعه وهو يناجيه بأمر أخفاه . فلما خرجوا قال أبو هاشم لمحمد بن علي : إنه قد تخلف عني رجل جبله الله على حبنا وهو لك ثقة في المشهد والمغيب ، فالق إليه أمرك ، وثق فيه فيما لا تثق فيه إلا بنفسك ، فإني لم أكن أعدل به أحدا ممن رأيت ، وإن كانوا أخيارا منتخبين ، وهو سلمة بن بجير ، الرجل الذي رأيتني أكرمه ، ورأيته يقوم بأكثر أمري ، وإنما تخلف في حاجتي ، وهو يأتيك ، فإذا أتاك فاقرأ عليه مني السلام ، وقل له : جزاك الله الحي الذي لا يموت عني خيرا ، ولم يلبث أبو هاشم أن هلك رحمه الله . وقد زعم بعض الناس أن سبب موت أبي هاشم كان أن الوليد دس إليه ، حين شخص عن دمشق ، من سقاه شربة [ 87 أ ] لبن مسموم فكان
188
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 188