responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول    جلد : 1  صفحه : 166


مع تناهي وصايا أهل الفضل من أهل بيته ما جمعه له ، فقام بأمر الله داعيا ، ذابا عن دينه ، ومحييا لحقه ، ومميتا للباطل وأشياعه ، وقد اجتمعت له في ذلك خلال استحق بها الإمامة والطاعة من الأمة ، وسنذكر حجته في ذلك .
منها أنه كان ابن عبد الله بن عباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ، [ 75 أ ] ووارثه لا ينكر ذلك من حقه ، ومنها أنه كان في فضله وزهده ونزاهته وفقهه وورعه واجتماع خصال الخير فيه على أمر لم يكن على مثله أحد من أهل دهره ، ومنها أنه بدر إلى القيام بالحق والناس نوم عنه ، فدأب فيه ، وشمر في إقامته ، ومنها ما تناهى من وصايا أهل بيته إليه ، وإقرارهم بأنه أولى بالامر منهم ، وأحق بالتقدم عليهم ، وأن الامر فيه وفي ولده بما استوعبوا من العلم بذلك ، وأمروا به من دفع الوصية إليه . وكان محمد على ما وصفنا من حاله مقيما على بيان من أمره ، غير داخل في شبهة ، ولا مبادر إلى فرقة ، ولا منازع في فتنة ، قد كتم سره ، وأخفى أمره ، يترقب الوقت الذي أمر فيه ببث [1] دعوته ، فإنه بلغنا أنه لم يظهر منه قول يدل على ما كان ينطوي عليه من أمره حتى لقيه جار له من بني عذره . زعم المهلهل بن صفوان قال : سمعت محمد بن علي يقول لبكير بن ماهان : احفظوا ألسنتكم ، فوالله لولا ما حضر من وقتكم ما نطقت بحرف من أمركم ، وإني لمطرق على أمري مع معرفة مني بتمام دعوتكم منذ دهر طويل ما ذكرت منها شيئا يستدل به على ما عندي حتى لقيني جار لي من بني عذرة ، فقال [2] : يا أبا عبد الله ، لقد رأيت البارحة [ 75 ب ] رؤيا فيك معجبة . فقلت : ما هي ؟
فقال : رأيت كأن شهبا خرجت من فيك فأضاءت لها الدنيا ، فانتبهت



[1] في الأصل : " يبث " .
[2] في الأصل : " فقلت " .

166

نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست