نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 157
أو ليرسل رسولا . فقال عمر لعلي بن عبد الله : ما أرى الأعرابي يأتي فسيروا بنا إليه ، فسار عمر وعلي في جماعة من وجوه أهل البلقاء ، قال : فدفعنا إلى الأعرابي وهو محتب بفناء خيمته فسلمنا فرد السلام ، فتكلم عمر فقال الأعرابي : أرسول أمير المؤمنين ؟ قال : نعم . قال : فإنا قد زوجناه على صدقات نسائها ، وتدري ما هو ، مئة من الإبل وما يتبعه من الثياب والخدم . ثم جاء بثلاث جفان من كسر خبز ولبن فأكلنا ، ولا والله ما حل حبوته ، ثم انصرفنا . وكتب عمر إلى عبد الملك ، فأرسل إليه بمئة من الإبل وعشرة آلاف [1] من الورق وما يتبعه من الثياب والطيب والخدم ، فجهزها ثم حملها إلى عبد الملك وما معها من ذلك شئ إلا البعير الذي اقتعدته ، ومعها نسوة من بنات عمها ، فلما وافت عبد الملك أمر فأدخلت دارا وأقامت أياما . ثم إن عبد الملك بنى بها ، فكان كثيرا ما يقول : ما رأيت مثل هذه الاعرابية ظرفا وخلقا [2] ومنطقا . قال : فاشتد ذلك على عاتكة بنت يزيد ابن معاوية فأرسلت إلى روح [ 71 أ ] بن زنباع ، وكان من أخص الناس بعبد [3] الملك ، فقالت : أبا زرعة ! قد علمت رأي أمير المؤمنين معاوية كان فيك ، ورأي يزيد أبي ، ورأي أمير المؤمنين ، وقد أعجبته هذه الاعرابية فتتأمل في إفساد ذلك عنده ، قال : نعم ونعمة عين . ثم خلا بعبد الملك فقال : يا أمير المؤمنين ! كيف ترى الاعرابية ؟ قال : قد جمعت ما جمع نساء أهل الحاضرة والبادية . قال : يا أمير المؤمنين ! إنك من الاعرابية كما قال الأول : وإذا يسرك من تميم خلة * فلما يسوءك من تميم أكثر
[1] في الأصل : " ألف " . [2] في الأصل : " خلعا " . [3] الأصل : " لعبد " .
157
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 157