نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 129
عباس ! ما أظنهم منعهم من صاحبك إلا أنهم استصغروه . فقلت في نفسي : هذه شر من الأخرى ، فقلت : والله ما استصغره الله ورسوله حين أمره أن يأخذ سورة براءة من أبي بكر . وقال عمر لعبد الله بن عباس : أتدري ما منع الناس من ابن عمك أن [ 58 أ ] يولوه هذا الامر ؟ قال : ما أدري ، قال عمر : لحداثة سنه . قال : فقد كان يوم بدر أحدثهم سنا ، يقدمونه في المأزرة ويؤخرونه في الإمامة . حدثنا أبو عمر ، وأحمد بن عبد الله يرفعه ، قال : مر عمر بعلي عليه السلام وهو يحدث الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إلى أين يا أمير المؤمنين ؟ فقال : أريد الحديقة - يعني بستانا له - . فقال : أأونسك بابن عباس ؟ فقال عمر : إذن أوحشك منه . فقال علي عليه السلام : إني أوثرك به على نفسي ، قم يا ابن عباس فحدثه . فقام إليه وسايره ، فقال عمر : ما أكمل صاحبكم هذا لولا ، فقال عبد الله لولا ماذا ، فقال عمر : لولا حداثة سنه وكلفه بأهل بيته وبغض قريش له . فقال عبد الله بن عباس : أتأذن لي في الجواب ؟ فقال عمر : هات . فقال : أما حداثة سنه فما استحدث من جعله الله لنبيه أخا وللمسلمين وليا ، وأما كلفه بأهل بيته فما ولي فآثر أهل بيته على رضاء الله ، وأما بغض قريش له فعلى من تنقم ؟ أعلى الله حين بعث فيهم نبيا ، أم على نبيه حين أدى فيهم الرسالة ، أم على علي حين قاتلهم في سبيل الله ؟ فقال عمر : يا ابن عباس ! أنت تغرف من بحر وتنحت من صخر [1] .