نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 83
حتى رمى ببصره إلى السماء فنظر إلى الشمس ساعة ، ثم أقبل حتى دنا من الكعبة ، فصف قدميه يصلي ، فخرج على أثره فتى كأن وجهه صفيحة يمانية ، فقام عن يمينه ، فجاءت امرأة متلفقة في ثيابها ، فقامت خلفهما ، فأهوى الشاب راكعا ، فركعا معه ، ثم أهوى إلى الأرض ساجدا ، فسجدا معه ، فقلت للعباس : يا أبا الفضل ، أمر عظيم ! فقال : أمر والله عظيم ! أتدري من هذا الشاب ؟ قلت : لا ، قال هذا ابن أخي ، هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، أتدري من هذا الفتى ؟ قلت : لا ، قال هذا ابن أخي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، أتدري من المرأة ؟ قلت : لا ، قال : هذه ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى ، هذه خديجة زوج محمد هذا [1] وأن محمدا هذا يذكر أن إلهه إله السماء والأرض ، وأمره بهذا الدين فهو عليه كما ترى ، ويزعم أنه نبي ، وقد صدقه على قوله علي بن عمه هذا الفتى ، وزوجته خديجة ، هذه المرأة ، والله ما أعلم على وجه الأرض كلها أحدا على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة : قال عفيف : فقلت له : فما تقولون أنتم ؟ قال : ننتظر الشيخ ما يصنع ! يعني أبا طالب أخاه . وروى عبيد الله بن موسى ، والفضل بن دكين ، والحسن بن عطية قالوا : حدثنا خالد بن طهمان ، عن نافع بن أبي نافع ، عن معقل بن يسار قال : كنت أوصي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال لي : هل لك أن تعود فاطمة ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، فقام يمشي متوكئا علي ، وقال : أما أنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون اجرها لك قال : فوالله كأنه لم يكن علي من ثقل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شئ ، فدخلنا على فاطمة ( عليها السلام ) ، فقال لها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كيف تجدينك ؟ قالت : لقد طال أسفي ، واشتد حزني ، وقال لي النساء : زوجك أبوك فقيرا لا مال له ! فقال لها : أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأفضلهم حلما ! قالت : بلى رضيت يا رسول الله . وقد روى هذا الخبر يحيى بن عبد الحميد ، وعبد السلام بن صالح عن قيس