نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 452
تصل بها مدارج المعاجز وخوارق العادة فتصنع من النقطة غديرا ، ومن القبة جملا لا سيما إذا جاء من بعدهم من اعتنق نفس المبدأ وحمل ذات العقيدة أو كان يهمه الامر كأبيه أو شريكه في السلوك والهدف . وأما إذا انخذل واندحر ووقع الأمر بيد خصومه وأعدائه فلا تجد كرامة أو فضيلة له إلا وأصبحت شعوذة ورذيلة ، وكل حسنة أصبحت سيئة ، وما كانت غلطة صغيرة ، خلقت منها جرائم ومساوئ عظيمة ووصم بما تشمئز منه النفوس وتذعر منه العقول . وأقربها إلينا الحرب العالمية الثانية ، وكيف برز فيها رجلها هتلر وبلغ مصاف الدهاة وخلقت له في حياته الأساطير في شجاعته وتقدمه وسطوته وحكمته هو وأعوانه وشعبه ، فكانوا مطمح العالم وسادته وقادته ، تلهج بذكرهم الألسن وتطنب بأعمالهم ، وخلقت منهم أبطالا عجزت عن وصفها الأقلام ، وذهلت لسطوتها الأعلام ، وبالغت في تعظيم صغائرها وتمجيد معايبها . حتى إذا نكبت وغلبت وثقلت خصومها ، واندحرت بعد الانتصار ، وتخاذلت بعد الافتخار ، وتقهقرت بعد تقدمها أفل نجمها الساطع ، وانطمست اعلامها الزاهية ، عادت أمجادها ذميمة ، ومحاسنها رميمة ، حيث ساد الند واندحر الود . وهكذا التاريخ أكثره على هذه الشاكلة كثيرا ما تطمس فيه الحقائق ، وتشوه الوقائع ، ويعاب المظلوم إذا اندحر ، ويرفع الظالم إذا ظهر ، إلا إذا فحصناها بعين البصيرة ، ودققناها بحسن سريرة ، وأزلنا ما يخامرها من شوائب وينوبها من نوائب . هكذا كانت وقائع صدر الاسلام بعد وفاة رسول الله سيد الرسل ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، سلب منصب الخلافة ، والناس رغم أنهم جديدو العهد بالإسلام عرفوا كثيرا عن وصايا رسول الله في علي وعترته . ومن لم يهمه أن يسلب ذلك الحق البارز ، والمنصب السامي ، ويخالف حدود الله وسنن رسوله يهون عليه كل شئ بعد هذا ،
452
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 452