نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 443
عشرة أمثالها . وقد امتدح الله نبيه بالرفق والتساهل والرحمة حيث قال تعالى : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) الآية 159 من السورة 3 ، ولا ننسى كيف غضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على خالد حينما قتل جماعة دون مشورته وتبرأ إلى الله من فعله مرارا ، وانظر كيف يبشر الله الذين يدرؤون بالحسنة السيئة بمضاعفة الحسنة بقوله عز وجل : ( أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ) سورة الرعد الآية 22 ، وقوله تعالى ( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) الآية 219 من السورة 2 ، فكيف بمن يسعى فسادا في الأرض ويشيع بين المؤمنين الفساد ويبادر بكبائر الاثم والعدوان : ( ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ) ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) الآية 19 و 24 من السورة 24 . ألم يكن المسلمون جميعا إخوة ولا يجوز التعرض لمؤمن إلا بقدر إساءته ؟ وان حصل سوء تفاهم أو ما أشبه ذلك فيجب قبل كل شئ اصلاح ذلك ، فقد قال تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) . الآية 10 من السورة 49 كما جاءت الآية 32 من السورة الخامسة . ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) فماذا عمل مالك بن نويرة وصحبه ؟ أقتلوا نفسا أم قاموا بفساد في الأرض ؟ وهم وعلى رأسهم مالك صاحب رسول الله ؟ ما هو ذنبه ؟ ما هي جريمته ؟ أية سيئة تستحق هذا النكال وهذه الكارثة الفظيعة والله تعالى يقول : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ) . ولكن يا قارئي الكريم علينا ان نتمثل بقول الشاعر :
443
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 443