نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 413
يبايع فجاءت الزهراء باكية معولة وخلصته فذهب إلى قبر رسول الله ووقع عليه باكيا قائلا : " أخي إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " وفي رواية " يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " وقد مر ذلك بأسانيده . ولا ننسى كيف أن رسول الله تحمل وصبر عندما كان في مكة أمام المشركين وقدرتهم ، وغايته بهذا الصبر والتحمل الوصول إلى أهدافه ، وما أوصى به رسول الله عليا [1] بالصبر والتحمل ، وما صرح به علي حينما رأى سيدة النساء وقد رأت القوم يجورون عليهم ويعملون ما مر وعلي صابر لا يقابلهم وهو ذلك الضيغم المعهود ، فوجهت له خطابها وقالت : " اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل ، هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني . . . إلى أن قالت : لقد أجهر في خصامي وألفيته ألد في كلامي . . . الخ " وهو خطاب طويل . فسكت حتى أتمت خطبتها فأجابها بكلمة بليغة قصيرة ( وخير الكلام ما قل ودل ) قال لها : تعلمين أني لم آل جهدا لإقامة هذا الدين ، فهل تريدين إبقاء هذا الدين المبين قائما واسم أبيك يذكر في كل أذان ؟ فأجابت : منتهى أمنيتي ذلك ، فأجابها : إذا لا بد لك من الصبر فقد أوصاني بذلك أبوك خاتم المرسلين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . إني لأعلم أن الصبر أولى وإلا فبامكاني سحق الأعداء واخذ حقي لكن اعلمي أنه لا يبقى بعد ذلك ذكر للاسلام لذا فاصبري على هضم حقك ولك في الآخرة أجر الصابرين . وقد صبروا ولكم أظهر تلك الحقائق كلما سنحت له الظروف . وهاك نبذة من خطبته التي خطبها حينما علم أن طلحة والزبير نكثا بيعته وذهبا إلى البصرة : " فان
[1] " يا علي إنك تبتلى بعدي فلا تقاتلن " جاء في كنوز الدقائق للمناوي ص 188 كما أبلغ رسول الله عليا أن الأمة تغدر به راجع مستدرك الحاكم ج 3 ص 140 و 142 ، وراجع تفصيله في كتابنا في علي في الفصل : ( علي وصي رسول الله ) .
413
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 413