نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 33
يسردون فيه غايات سامية وأمورا اصلاحية ، وموارد تبعث الرغبة لاعتناق فكرتهم والانخراط في مذهبهم أو حزبهم ، وإذا بهم عند بلوغ الهدف رجال سياسة يستسيغون كل منكر ، ويستحلون كل قبيح ، ويكرهون ويتجنبون كل فضيلة تناقض غاياتهم . ومع هذا فلا تجدهم يذعنون للواقع بل دائما وابدا يحاولون القاء جلباب الحق على مجسمة الباطل وتشويه الحقائق وتزييفها ، بما تستسيغه رغباتهم وغاياتهم ، وبقدر ما يبلغون من مدارج القوة يزيد ظلمهم وقساوتهم وبقدرها تزيد دعايتهم لتمويه الحقائق وتغشية اعمالهم بالصفات الفاضلة والعادلة والمعقولة . واليوم كم تجد في رجال السلطة من يتملك كل وسائل الدعاية من مال وثروة لنشر كل ما يروق له في الصحف والمجلات الأجنبية بقوة المال ، إضافة إلى امتلاك كافة وسائل الدعاية الداخلية من صحف وراديو وتلفزيون وغيرها وشراء ضمائر الافراد ونصبهم في المجالس العامة باسم نواب الشعب وأعيانه ، وبث الجاسوسية لمن تحرضه نفسه للنقد والقاء القبض عليه لزجه في أعماق السجون أو قتله أو تعذيبه ، هذا اليوم نجدها في كثير من الدول في الشرق الأدنى والأوسط وكثير من البلاد الأخرى ، وهل لك ان تخاطب الغاصب غاصبا ، والظالم ظالما ، والسارق سارقا ، والدنئ والرذيل دنيئا ورذيلا ، وبيده القدرة والسلطة والمال وتسنده القوى المماثلة ذوات المطامع الكبيرة ، كلا والف كلا ، فما هو العلاج إذا ؟ فمن هو المنافق ؟ بلى هو المتظاهر بخلاف ما يبطن وهو بعرف الاسلام : يعطيك من طرف اللسان حلاوة * ويروغ عنك كما يروغ الثعلب اما ان يكون فاسقا مرائيا أو كافرا مرائيا ، فالنفاق يولد أشد أنواع الكفر والفسق [1] بعرف الشرع ، وطالما حذر القرآن المسلمين من المنافقين وأعمالهم ، ويظهر ذلك في أعمالهم وأقوالهم وهم أشد خطرا على الاسلام والمسلمين ومن