نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 299
سلوكهم وآرائهم وأعمالهم وبيعهم وشرائهم ودرجة ثقافتهم ونوعها . وأعظم من ذلك نستطيع ان نقرر من نوع الوراثة والتربية والمحيط حياة الناشئة وسلوكها الأدبي والأخلاقي والاجتماعي . وشتان بين من نشأ في أحضان النزاهة والفضيلة وكرم الأخلاق ، وتربى على يد مربي البشر وأسماهم خلقا وأرفعهم مثلا ذلك الصادق الأمين محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومن أبوين موحدين كريمين مثل علي بن أبي طالب ذلك الذي امتاز بايمانه وأجداده ومكانته البيئية ومحيطه الجليل وتربيته الفذة على يد أرقى البشر وأصدقهم وأحكمهم وأرفعهم نفسا وأعظمهم خلقا ، مدينة العلم والحكمة الذي اختار له من أقرب الناس وأشجعهم وأطوعهم وأحبهم له ناصرا ومعينا وأخا ووزيرا ووصيا وخليفة فجعله باب علمه وحكمته ، وجعل ذريته من ذريته وذرية صفيته الزكية الطاهرة ، بل جعله نفسه وأمين سره ، ودربه على شؤون الخلافة في حياته في الحملات ، فكان القائد المبرز ، وفي السلم خليفته عند تركه المدينة ، وسفيره في تلاوة سورة براءة على أهل مكة وواليه على أهل اليمن وهاديهم ومعلمهم ومرشدهم الوحيد الذي كان مفخرة وعزا للمسلمين ، أينما وجهه فتح الله على يده ، ناصر الله ورسوله وحصن المسلمين وركن الايمان ، وقاهر الجبابرة ، وقاتل الفجرة ومذل المشركين ، يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين ، وحبيب الله ورسوله ، الذي جعله نفس رسوله ، وطهره وزوجته وبنيه من الرجس ، وانزل فيه الآيات البينات ، وكرم وجهه من أي رذيلة وخسة ، وعصمه من أي ذلة وخطيئة ، فحطم الأصنام ، وذاد عن دينه ورسوله بالحسام . من مثله وقد نصبه علما منذ صباه ولم يبلغ الحلم ؟ ! من مثله في وراثته من آبائه وأجداده ؟ ! ومن مثله في تربيته وقيامه وقعوده وتعليمه منذ الطفولة والصبا مع رسول الله خاتم النبيين الذي كان عونه ومدركه وفاديه بنفسه فهو حبيبه ومدربه ! ؟ من مثله يافعا وشابا وكهلا . فهو أحكم الحكماء الذي نص عليه أفلاطون ليتزعم جمهوريته ، إذ هو نخبة النخبة بين
299
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 299