نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 292
الدفاع والمقاومة والتغذية والتهوية والمياه وما شاكل ، وفي كل هذا نجد ان الجسم البشري لا يقضى عليه تماما مثل الجسم الانساني إلا بالقضاء على تمام آحاده ، إلا إذا اعتبرنا الموت في كليهما انما هو موت معنوي وليس موتا ماديا فحسب . نتساءل هل بالامكان الاستفادة من أنسجة غير مشابهة في غير محلها . وعدم التشابه هذا يختلف بعدا ، فقد يتقارب وقد يتباعد فأنسجة المخ بالنسبة لأنسجة القلب ، وهذه بالنسبة لعضلات الحركة ، وأنسجة العضلات لأنسجة الأعصاب ، وهذه بالنسبة لأنسجة الغدد الصماء . فان ترميم قسم لعضلة مشابهة لها ممكن ، ولكن هل يمكننا وضع قسم من عضلة القلب لترميم عضلة الساعد أو الشفة ، أو وضع قسم من عضلة الكلية لترميم قسم من الكبد . واما إذا ابتعدنا أكثر وقلنا : هل يمكننا الاستغناء عن عضلات الجسم مهما بلغت لترميم قسم من المخ أو المخيخ ؟ ان هناك ما لا يمكن القول أبدا في الحال الحاضر في القبول بمبادلة هذه الأعضاء وكما قلنا فإن التغيير في اصلاح العضو قد يؤدي إلى افساده ودماره . ومثل هذه تماما هي في المجتمعات البشرية المطلوب اصلاحها . فجعل الشئ في غير موضعه معناه إفساده ، وحتى أحيانا بحكم الاضرار وضع عضلة شيخ مشابهة في عملية جراحية لترميم عضلة شاب ، وان تشابهت من حيث النوع فلا تخلو من عيوب لأن عضلة الشيخ أقل عمرا واضعف طاقة من عضلة الشاب ، وربما كان العكس أجدى ، يعني وضع عضلة شاب محل عضلة شيخ أو قلب شاب محل قلب شيخ خير منه لقوة مقاومة عضلة الشاب وقابليته لحياة أطول . وان مراعاة ذلك وتطبيقه في المقارنة بين الفرد البشري والمجموع البشري له آثاره القيمة وشأوه البالغ وهو درس بليغ في شتى نواحي الحياة يمكن الاستفادة منه لدرجات قصوى وبعيدة ، وربما أدى إلى ابتكارات مهمة وعميقة . انظر إلى حكمة الله في الطبيعة ، ومثل هذا نجده في البشر طبيعة وغريزة في
292
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 292