نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 280
طالما تغلب العقل البشري السليم وحكم بالصواب صارخا بالناس ، مبشرا ومنذرا ، على لسان الحكماء والفلاسفة والأنبياء والرسل ، وقادة البشر ذوي المنطق الصائب والإرادة المحكمة ، متأثرين بما شاهدوه من الانحطاط العقلي والانجراف إلى الرذيلة والظلم والاستهتار ، وتدهور الفكر الانساني إلى هوات الجهل والتعاسة فخطبوا الجماهير وأوضحوا لهم سبل الحياة ، وجاهدوا وضحوا في سبيل العدالة واستعادة الفرد وعيه وصوابه ، فخلفوا تراثا من النظم المقدسة وسمو العقل البشري ، خلد ذكراهم : كسقراط وإفلاطون والفارابي وابن سينا ويوحنا وكونفوشيوس : حكماء من الإغريق والإسلام والهند والصين ، ومن الأنبياء كإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وشرح سقراط الفضيلة والدولة المثلى ، ووضع أفلاطون جمهوريته ، وكان مثارهما هو انحطاط الدولة وتغلب الرعاع باسم الديمقراطية ، تسيرها شهواتهم ، بعثت بهذه الأفكار لإيجاد دولة مثلي يسعد فيها هذا البشر المتسافل إلى الهوات السحيقة وإلى المفاسد ، شريعة ومنهجا له يقوده إلى السعادة ، واعتقد سقراط ان اجتماع الجماهير من الرعاع يزيدهم تدهورا وفسادا ويتفاقم ذلك بلاء إذا استثار أحدهم بقدرته الخطابية هياج الجماهير ومثله بالطبل الفارغ ، وحدد المستبد مشبها إياه بقوله : من كان يعمل في يقظته كل ما يعمله بوحي غرائزه في نومه ،
280
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 280