نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 257
بعد السماء عن الأرض . وأخفوا وطمسوا معالم ما كانت لتخفى على ذوي اللب إلا من أضله الشيطان وأعمى بصيرته وبات في سخط من الله . من يقبل أن يقول إن أبا بكر وعمر اعلم وأخلص وأصلح من رسول الله على مصالح الاسلام ، وهما حتى قبيل فتح مكة كانا يدامنان الخمر وناديها وبينهما أبو عبيدة وانس بن مالك وغيره . ان كنا مسلمين فان ذلك كفر وفسق مبعثه الجهل والعصبية الجاهلية التي جاء الاسلام لزوالها . أيصح أن عمر يعرف مصالح المسلمين أحسن من الله ورسوله ؟ أم هو يدري بحدود الله في القرآن وفهم آياته التي خالفها في نفس معارضته لرسول الله وقوله ان الرجل يهجر . ولقد قال رسول الله كرارا على رؤوس الاشهاد : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ان تمسكتم بهما فقد نجوتم ولن تضلوا أبدا " ( أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا وفي الآخرة يرد إلى أشد العذاب ) [1] ويرى عمر ما دام ان القرآن موجود فلا حاجة لنا بهداية رسول الله وارشاده ، ولو سألناكم من أحق ان يتبع : قول رسول الله . أم قول عمر ؟ بل كلام الله أم كلام عمر ؟ فإذا ما جواب هذه الآية : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) [2] ؟ ترى كيف يحتاج القرآن إلى من يعلمهم من رسول أو أولي امر ، وقوله ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) [3] ، فمن أحق بالعلم ؟ ومن هو حامل العلم ؟ أرسول الله ووصيه أم عمر ؟ فما جزاء من يشاقق الله ورسوله . لهذا ترى ان كلمة عمر منبع الفتنة والفرقة ومنشأ سخط رسول الله . اللهم غفرانك من عظم هذه الجرأة على رسولك والأمة ترى بعينها ان عمر انما قصد منع رسول الله
[1] سورة البقرة ، الآية 85 . [2] سورة النساء ، الآية 83 . [3] سورة العنكبوت ، الآية 49 .
257
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 257