نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 20
تجمع نور الشمس في عدسة وتمررها إلى شئ وتحرقه ، بقانون طبيعي خاص ، فبامكاننا حصر الفكر في موضوع ما دون تشتت فنبعثه إلى أدمغة الآخرين فيكون له حكم الايحاء لهم أو تسلط الفكرة المتمركزة على أدمغة الآخرين لقراءة ما فيها من أفكار ، أو نريد صياغة عبارة في موضوع ما بحيث يكون خاليا من الأغلاط المنطقية والشوائب الخارجة عنه فذلك بالتمركز ، ومن قوانين الفكر والعقل . وما حكمة الحكماء وتنبؤ الأنبياء الا لما لهم من هذه القدرة النفسية ذاتا في الحكماء ، وما أكسبهم الله بها في الأنبياء وما بلغوا اليه بالدراسة والعلم في العلماء وأخص منهم علماء النفس . والعقل السليم لا يتغير ، في مختلف البشر ، وهو كالماء المقطر أو الذهب المصفى عنصرا ويمتاز كهذه أينما حل ، وفي أي امرئ كان ، بنفس الصفات سواء بسواء ، فهل تريد أن تحمل ذلك فهو في متناولك إن شئت ، على شريطة أن لا تشوبها بشائبة أخرى ، وعلى شريطة ان تربي فيك قوة الإرادة ، والتغلب على النفس وأهوائها التي هي مقدمة لازمة لذلك . ولننظر الأمور بحقائقها دون تمويه ، كالناظر بمنظار للأجسام الدانية الدقيقة أو العالية البعيدة ، إذا عسر عليه معرفتها بالنظرة المجردة ، فالعقل كثيرا ما يحتاج إلى ما تحتاجه العين ، للتوصل إلى الحقائق كأن يستفيد من أدوات أخرى تساعده على الوصول لرؤية الشئ ، كما هو ، كما يراه الآخرون دون تغيير في لونه وحجمه وشكله وباقي صفاته ، فهل اقتنعت مني أيها القارئ الكريم فإذا اقتنعت فاتبعني في البحث عن الدين والسياسة وسأورد في المقدمة بعض التعاريف كمقياس للوصول إلى ما نريد .
20
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 20