نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 190
الشعارير فطعنه بالحربة فجعل يخور كما يخور الثور ولو لم يدل على ثباته حين انهزم أصحابه وتركوه إلا قوله تعالى ( إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم ) فكونه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أخراهم وهم يصعدون ولا يلوون هاربين دليل على أنه ثبت ولم يفر . وثبت يوم حنين في تسعة من اهله ورهطه الأدنين وقد فر المسلمون كلهم والنفر التسعة يحدقون به : العباس آخذ بحكمة بغلته ، وعلي بين يديه مصلت سيفه ، والباقون حول بغلته يمنة ويسرة وقد انهزم المهاجرون والأنصار وكلما فروا اقدم هو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصمم مستقدما يلقى السيوف والنبال بنحره وصدره ، ثم أخذ كفا من البطحاء وحصب المشركين وقال : شاهت الوجوه والخبر المشهور عن علي وهو أشجع البشر : " كنا إذا اشتد البأس وحمي الوطيس اتقينا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولذنا به " . فكيف يقول الجاحظ إنه ما خاض الحروب ولا خالط الصفوف ؟ ! وأي فرية أعظم من فرية من نسب رسول الله إلى الاحجام أو اعتزال الحرب ! ثم أي مناسبة بين أبي بكر ورسول الله في هذا المعنى ! ليقيسه وينسبه إلى رسول الله صاحب الجيش والدعوة ورئيس الاسلام والملة ، والملحوظ بين أصحابه وأعدائه بالسيادة ، وإليه الاتجاه والإشارة وهو الذي أحنق قريشا والعرب وورى أكبادهم بالبراءة من آلهتهم وعيب دينهم وتضليل اسلافهم ، ثم وترهم فيما بعد بقتل رؤسائهم وأكابرهم وحق لمثله إذا تنحى عن الحرب واعتزلها ، ان يتنحى ويعتزل ، لأن ذلك شأن الملوك والرؤساء إذا كان الجيش منوطا بهم وببقائهم فمتى هلك الملك هلك الجيش ، ومتى سلم الملك أمكن أن يبقى عليه ملكه ، وان عطب جيشه يجند جيشا آخر ، ولذلك نهى الحكماء أن يباشر الملك الحرب بنفسه وخطأوا الإسكندر لما بارز قوسرا ملك الهند ونسبوه إلى مجانبة الحكمة ومفارقة الصواب والحزم ، فليقل لنا الجاحظ : أي مدخل لأبي بكر في هذا المعنى ؟ ومن الذي كان يعرفه من أعداء الاسلام ليقصده بالقتل ؟ وهل هو الا واحد من عرض المهاجرين ، حكمه حكم عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن
190
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 190