نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 180
حديث الطير ؟ قلت : نعم ، قال : فحدثني به . قال : فحدثته الحديث . قال : يا إسحاق ! إني كنت أكلمك وانا أظنك غير معاند للحق ، فأما الآن فقد بان لي عنادك ، انك توقن ان هذا الحديث صحيح ؟ قلت : نعم ، رواه من لا يمكنني رده . قال : أفرأيت ان من أيقن أن هذا الحديث صحيح ، ثم زعم أن أحدا أفضل من علي لا يخلو من أحد ثلاثة [ أوجه ] . من أن تكون دعوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عنده مردودة عليه ، لو أن يقول : عرف الفاضل من خلقه وكان المفضول أحب إليه ، أو أن يقول : إن الله عز وجل لم يعرف الفاضل من المفضول : فأي الثلاثة أحب إليك أن تقول ؟ فأطرقت ، ثم قال : يا إسحاق ! لا تقل منها شيئا . فإنك إن قلت منها شيئا استنبتك [1] . وان كان للحديث عندك تأويل غير هذه الثلاثة الأوجه فقله . قلت : لا أعلم ، وإن لأبي بكر فضلا ، قال : أجل ! لولا أن له فضلا لما قيل : إن عليا أفضل منه ، فما فضله الذي قصدت إليه الساعة ؟ قلت : قول الله عز وجل ! ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ) فنسبه إلى صحبته . قال : يا إسحاق ! اما اني لا أحملك على الوعر من طريقك . اني وجدت الله تعالى نسب إلى صحبة من رضيه ورضي عنه كافرا - وهو قوله تعالى : ( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا * لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا ) [2] قلت : إن ذلك صاحب كان كافرا وأبو بكر مؤمن . قال : فإذا جاز ان ينسب إلى صحبة من رضيه كافرا جاز ان ينسب إلى صحبة نبيه مؤمنا وليس بأفضل المؤمنين ، ولا الثاني ولا الثالث ، فقلت : يا أمير المؤمنين ان قدر الآية عظيم ، ان الله يقول : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ) [3] . قال يا إسحاق : تأبى الآن إلا أن أخرج إلى الاستقصاء عليك : أخبرني عن
[1] استنبتك : أقمتك مقامي . [2] سورة الكهف ، الآيتان 37 و 38 . [3] سورة التوبة ، الآية 40 .
180
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 180