نعم . قال : أيزعم أن رسول اللّه نصّ عليه ؟ " . وهنا وجدته قد فتح عينيه تشوفاً إلى سماع ما يقوله ابن الخطاب ! - " قال ابن عباس : قلت : وأزيدك سألت أبي عما يدعى - من نصّ رسول اللّه عليه بالخلافة - فقال : صدق ، فقال عمر : كان من رسول اللّه في أمره ذِرو " . - " ذرو ؟ " . - " الذِّرو ( بالكسر والضم ) : المكان المرتفع والعلو مطلقاً ، والمعنى أنه كان من رسول اللّه في أمر على علو من القول في الثناء عليه ، وهذا أعتراف من عمر كما لا يخفى " . - " تابع ! " . - " ذُرو من قول لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذراً ، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما " . - " يربع ؟ " . - " هذا مأخود من قولهم ربع الرجل في هذا الحجر إذا رفعه بيده امتحاناً لقوته ، يريد أن النّبي ( صلى الله عليه وآله ) كان في ثنائه على علي بتلك الكلمات البليغة ، يمتحن الأُمّة في أنها هل تقبله خليفة أم لا . . أكمل لك الحديث : ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعته من ذلك " . وهنا صرخ نبيل ثانية : - " لا أصدق . . لا أصدق . . هات الدليل وإلاّ فارقتك من دون رجعة " . - " اصبر وتمهل " . - " لا . . لا أصبر " .