الطائفية ، أن يوجهوا عنايتهم لاظهار الحقيقة عند دراستهم لقضية ابن سبأ بأن يدرسوها دراسة مؤرخ لا يتحيز ولا يتعصب ، ولا يقصد إلاّ خدمة العلم واظهار الحق ، ويقف موقف المدقق على مصادرها ورواتها الظروف التي أوجدتها ، ليتضح له الأمر ، ويتميز الحق من الباطل " . - " وهل يمكنك التأكيد على مسألة ما في هذا المضمار ؟ " . - " أجل فإنّي لأؤكد القول بأنّ قضية ابن سبأ هذه ، ما هي إلاّ أُسطورة خرافية ، أوجدتها عدّة عوامل للحطّ من تعاليم الإسلام والنيل من رجاله ، بأنهم قد تأثروا بآراء رجل يهودي فأوردهم موارد الهلكة ، ومن دون تميز وتفكير ، إلى غير ذلك مما يؤدي إليه إيجاد هذه الخرافة من مناقضات . هذا مع أن سندها باطل ، وراويها وهو سيف بن عمرو كذاب " . وعندها توجه نبيل إلي بالسؤال وهو يقول : - " وهل يمكن أن ينسب إلى أهل السنة لوناً من ألوان التعصب لأئمة المذاهب ؟ " . فقلت : - " لقد تعددت عوامل التفرقة ، وكثرت طرق الخلاف بين الطوائف ، تعصب كُلّ إلى جهة ، فأهل الجرح والتعديل أدى بهم التعصب إلى الحط مما يخالف مذهبهم فاستهان بعضهم ببعض ، واختلق بعضهم مكارم لبعض ، فكم من مجروح عدلوه ، وعادل جرحوه ، وأعطف عليهم المؤرخين . . فإنّهم ربما وضعوا أُناساً ورفعوا أُناساً ، إما لتعصب ، أو لجهل ، أو لمجرد اعتماد على نقل من لا يوثق به أو غير ذلك " . - " وإلى أي العوامل يمكن أن تعزى أسباب هذه الفرقة والاختلافات ؟ " .