إسم الكتاب : وانقضت أوهام العمر ( عدد الصفحات : 429)
- " أعذرني ، ولكن من دون مقايسة ما بين الدين والتشبيه ، فإنّ أبو لهب عرض على رسول اللّه حتّى عرض عليه الأخير الدخول في دين الإسلام ، إن يخبره في التعصب لواحدة مما يعبدها أبو لهب نفسه من بين الآلهة التي يعبدها المشركون من قريش ، أما مناة ، أو اللاة ، أو العزّى . . فلو كان ليختار الرسول من يعبده أبو لهب ، لقبل الآخر عرضه ، ولتحزب له ولعاضده . . إلاّ أنّه لما يدعوه إلى هذا الدين الجديد ، فإنه ليسوؤه مثل هذا الأمر ، كأشد ما يسؤه حتّى يعلن له العداوة صريحاً " . - " أتقارن مذاهبنا الأربعة بأصنام المشركين من قريش ؟ " . - " لا ، قلت لك ، لم أعن ذلك أبداً . . ولكني عنيت وجه الشبه ، وإني لأقسم ، لو كان لقاسم أن يتنصر ، ويصبح مسيحياً ، ويرتد عن دين الإسلام لما كان لك أن تظهر ما تظهره الآن . . وهذا لا يعني إلاّ التعبير عما تكنّه في أنفسنا من عداء للشيعة والتشيع ليس إلاّ . . ذلك لأنّه وفي نظرنا أن الشيعة أخطر على الإسلام من المسيحية واليهودية ، وهو علينا الخطأ الشنيع بنظري . . " . - " اسمع يا هذا ، إنّي لا احتمل منك أن تحدثني كذلك " . عندها طفق مازن ينقل بخط لسانه الذي ألجمه طوال حديثي مع نبيل ، وقال مشيراً إلى نبيل أن يسكت ، وقال : - " أظنني الآن أمام شخص يصعب التكهن بما يعتقد . . وهو بنظري أخطر على المرء من قاسم وغيره " . - " لماذا يا أخ ، أرَاوَدك الشك في عقيدتي ، فلو كنت أغير ، فإنّي ما كنت لأنتظر لحظة واحدة ، ولا كنت لأتردد في الاعلان عن صدق دعوتي في التشيع . إلاّ أنّي وكما قلت من قبل قد غدوت على الأعراف . . مع أنّي ما زلت