responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وانقضت أوهام العمر نویسنده : السيد جمال محمد صالح    جلد : 1  صفحه : 326


تأثيراً ، ولا تبصر للأرض كذلك ، مع أنك قد وثقت من وجودها وتأثيرها ، بل عظمه الذي تفوق به القمر . . من حيث كنت في البداية ، تقنعني بأن تحول الأجساد في القبور إلى رميم ، هو أمر قد صادقت عليه عقولنا . . مع أنا لم نبصر له حقيقية . . إنّما غيرنا الذي أبصرها ، واكتفى العالم باستدلالهم الذي شمل عيّنات مختلفة حتّى طلعوا على العالّمين بنظرات ثابتة ، كان قد سبقهم إليها القرآن ومن قبل . . وأنت الآن ، تريد نفي ما صادق عليه العلم ، بحجة أنهم غير مسلمين ! مع أنك قد صادقت ومن قبل على مثله . . كما أنك تنفي الآن ما صادق عليه العلم حتّى صرت مستيقنا به استيقاناً ، لا يقبل أيّما شك . . لأنا أنفسنا لم نكن قد ذهبنا إلى القمر ، فاطلعنا على الأرض من فوق سطحه اطلاعة ، فرأينا كم هي تبدو كبيرة ، وكم تبدو مضيئة ، وكم لها أن تعكس من الضوء ! " .
سكت ، ولم يحر جواباً . . بينما تابعت حديثي :
- " ثُمّ استدللت على بطلان مقالتك ، حينما ناضلت في الدفاع عن نفسك ، وذلك من خلال إستذكارك لقوم إبراهيم ، وما أرى إلاّ أنك تحاول أن تنزل نفسك منزلتهم ، ومن حيث لا تدري ! " .
- " أتجعلني مشركاً عابداً لصنم ؟ ! " .
- " لا ، معاذ اللّه ! ولكنك أنزلت نفسك منزلهم ومن حيث إنّك صدّقت بالقمر ، ولم تصدق بالأرض ، ولو كان القمر يستحق العبادة والسجود له ، لكانت الأرض نفسها هي أجدر وأخلق منه بذلك ! " .
- " . . ولكانت الشمس هي الأخلق منهما أجمع . . لأنّها أكبر . . غير أنها بعيدة ، فلا نراها إلاّ أصغر " .

326

نام کتاب : وانقضت أوهام العمر نویسنده : السيد جمال محمد صالح    جلد : 1  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست