إسم الكتاب : وانقضت أوهام العمر ( عدد الصفحات : 429)
لا عن جدارة سعي ، أو شدة بأس كانت قد جدّت في طلبه من استقت نورها من حيث إستسقته ، وما ظننت عندها إلاّ أنها قد سقيت نور النور ، غير أنها ما كانت قد سقيت إلاّ إنعكاسه . . وطبيعي أن من يقصد العاكس للنور ، سيقصد الجهة المخالفة للحق بالتأكيد ، وبشكل يقطع بحاصل رياضي ، مئة بالمئة . . لأنك إن اعتقدت أن القمر هو مركز الاشعاع والنور ، فإنّك ما كنت إلاّ لتنفي عن الشمس ضوءها ، وبالتالي تعدم وجودها من أصله . . وإن اعتقدت بمثله ستحذو طريقاً يوصلك إلى جهة القمر . ولما كان القمر يطلع عليك في ليل يرخي سدوله على جانب الأرض التي أشاحت به عن الشمس . . لذا ، فإنّك إن تقفّيت آثار القمر ، ما كنت لتتقفى إلاّ آثار الجهة المخالفة للجهة الحقيقة التي ينصب منها سيل الضوء ، وينبع منها شعاع النور الحقيقي . . ذلك أنّ القمر ما كان إلاّ عاكساً . فما كان آباؤنا إلاّ عاكسين للأضواء الإلهية ، غير أن لنا أن نتسأل ، هل يحق لنا أن نعتبرهم المصدر الحقيقي لهذا الضوء . سيكون الجواب كما صرحت ، فإنّهم وسيلة تعكس ما يتلقونه ليس إلاّ . . ومتى سيكون عليك النهوض بمهام جديدة تختلف عن سابقاتها ، ذلك حين تدلك بأنّ القمر لا يعكس من ضوء الشمس إلاّ بنسبة 7 % من الضوء الذي يتلقاه منها . لذا ما كان ليصل إلى القمر ، فهو لا ينعكس كُلّه ، فإنّ ما كان له أن يصل إليهم ، ربما ما كان لهم أن يعوه ذلك الوعي . . أو كان يقلد لهم فهم على ما ينبغي ، أو يتيسر لهم التقاطه أجمع ، وامتصاص كُلّ ما له أو أنه يصل إلى سطوح أدمغتهم ، ويلامس حنايا قلوبهم ، لأنّ لهم إمكانيات محدودة وطاقات معينة و . . " . - " إذن ، فإنّي لا ألومك على ما تحمل من أفكار لأنّي لا ألومك ، كذلك على ما تحمل من عقلية . . غير أني أكاد التقط منك ضياءات حسية تكاد