بالشهادة ، وتصير تلفحه بشرارات حادة يلتمس عبرها سبيلاً تناضل في خداعه ، تثنيه عن عزم الاقرار والنفاذ إلى رحبته ، كيما يلقي فيها كُلّ أسواره الثقيلة التي قلدوه بها ومن قبل . إنّها الحقيقة الصارمة وبكُلّ أجنحة قواتها وآليات أفواجها . . تتكلل بكُلّ ما ينثر فوق رؤوسها من ألوان الأعلام ومباهج الأشرعة ، لأنها صارت تخترق قلبي وتصفق بجناحيها عند مصراعي بوابته ، حتّى إذا ما غالبته وراودته عن نفسه . . أخذت بعضادتي بابه ، وهي تحاول أن تبقي عليه داخل غرس دعامتيه دون إفلات نقع أليمه الذي صار يقطر ويجتمع كحبات عرق تتفصد في جبين وضاء أخذه الحياء على حين غرة حتّى طفق فوق شفتيه عبق إبتسامة تضوع بمسحة الخجل وعدم التورع عن القبول والرضى . بل تطمح بمقدار ما يسعها لِتَجُبّ ما فاتها من زمان قضته في عصمة البغي ووطأة النكد المرير . . وتدارك كُلّ ما اكتسبته في السابق من تطفيف بحق أهل الدين وعمدائه . . فأردت إلغاء كُلّ أسورة الاعتزاز التي يجلّني بها الأهل من قبل لأنّي ابنهم وأخوهم وبضعتهم وفلذة من فلذات عمرهم الطاعن في عباب الأزمنة الغابرة والآتية فكيف انطوت جوانحي على مبدأ ربما ما استساغته أيامهم ولا لانت له طروب عيشهم ، لأنّي كنت قد قدّمته على ما سواه حتى اجترأت دون أخذ رأيهم واستشارتهم على استبصار ما كان ليمثل لأيما أحد منهم ولا لنفسي أنا التي تلثغ وتحير في كُلّ ما حولها أن تستجيب لصبغة في ذات أيّما ليلة أو تحت ضجيج من شوق أثواب شعاعات بهية طلع بها النهار في يوم من الأيام . . إني لا أذكر أن أهلي من أولئك المتعصبين بل إني أخاف المخاطرة ، أجبن عن اتخاذ القرارات الجريئة . لا أجد حياضاً أترع بها بطني