نام کتاب : شرح دعاء السحر نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 18
بالفيض المقدس والرحمة الواسعة والاسم الأعظم والولاية المطلقة المحمدية والمقام [1] العلوي . وهو اللواء الذي [2] آدم ومن دونه تحته [3] ( 29 ) ، والمشار إليه بقوله : « كنت نبيا وآدم بين الماء والطين » ( 30 ) أو « بين الروح والجسد » ( 31 ، ) أي : لا روح ولا جسد . وهو العروة الوثقى والحبل الممدود بين سماء الإلهية وأراضي الخلقية . وفي دعاء الندبة : ( 4 ) : « أين باب اللَّه الذي منه يؤتى ، أين وجه اللَّه الذي إليه يتوجه الأولياء ، أين السبب المتصل بين الأرض والسماء . » ( 32 ) وفي الكافي عن المفضل ، قال : « قلت لأبي عبد اللَّه ، عليه السلام : كيف كنتم حيث كنتم في الأظلة ؟ فقال : يا مفضل ، كنا عند ربنا ، ليس عنده أحد غيرنا ، في ظلة خضراء ، نسبحه ونقدسه ونهلَّله ونمجده . وما من ملك مقرب ولا ذي روح غيرنا . حتى بدا له في خلق الأشياء فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم . ثم أنهى علم ذلك إلينا . » ( 33 ) والاخبار من طريق أهل البيت ، عليهم السلام ، بهذا المضمون كثيرة ( 34 ) . فشهود هذا المقام أو التحقق به ، لا يتيسر الا بعد التدرج في مراقي ( 5 ) التعينات . فقبل الوصول إلى هذا المقام ، يرى السالك بعض الأسماء الإلهية أبهى من بعض ، كالعقول المجردة والملائكة المهيّمة ، فيسأل بأبهى وأجمل وأكمل . فإذا وصل إلى مقام القرب المطلق ، وشهد الرحمة الواسعة والوجود المطلق والظل ( 6 ) المنبسط والوجه الباقي ، الفاني فيه كل الوجودات ، والمستهلك فيه كل العوالم من الأجساد المظلمة والأرواح المنورة ، يرى ان نسبة المشيئة إلى كلها على السواء .