استكشف إلى الآن .
قال السيد الكبير هبة الدين الشهرستاني ( 68 ) ، دام عمره وتوفيقه ، في كتاب الهيئة والإسلام في المسألة الرابعة عشر ، في تعدد العوالم والنظامات : « و أما حكماء الهيئة العصرية فقد ثبت لديهم أن سيارات شمسنا وأقمارها تكتسب الأنوار طرا من شمسنا ، وان سعة عالم شمسنا المحدود بمدار نبتون الف وخمس مئة مليون فرسخا ، فترى شمسنا العظيمة عند نبتون كنجمة صغيرة [ بقدر الجوزة ] . ومقتضى ذلك اضمحلال نورها فيما بعد نبتون . وعلى هذا يستحيل ان تكتسب الكواكب الثابتة أَنوارها من شمسنا ، إذ هي في منتهى البعد البعيد عن نبتون . ألا ترى ان بعض المذنبات يبتعد ( 1 ) عن شمسنا أكثر من بعد نبتون بأربعة عشر مرة ، ( 2 ) وهو مع ذلك مجذوب لشمسنا لا تغلب عليه جاذبية ( 3 ) كوكب آخر ، لكثرة ما بقي من البعد بينه وبين الكواكب الأخر . وحسبك ان النظارات التي تكبّر زحل ( 4 ) مع بعده ( 5 ) البعيد في منظرنا اضعاف ما يبصر بألف مرة ، لا تتمكن من تكبير الثوابت عما ( 6 ) ترى بالبصر ، غاية الأمر تجليها وتظهر خافيها ( 7 ) لكثرة البعد [ البعيد ] .
« قال فانديك [ * ] في إرواء الظماء : ان أقرب الثوابت إلى نظام شمسنا بعيد عنا أكثر من بعدنا عن شمسنا بتسع مئة الف مرة .

( 1 ) ( أ ) : يبعد . ( 2 ) ( أ ) و ( ب ) : باثني عشر . ( 3 ) ( ب ) : جاذبة . ( 4 ) ( أ ) و ( ب ) : الزحل . ( 5 ) ( أ ) و ( ب ) : من بعده . ( 6 ) ( ب ) : مما . ( 7 ) ( أ ) : ما فيها . [ * ] [ 8 ] أقول هو دكتور كرنليوس فانديك . أصله من هولند وسكن في أمريكا ، واشتغل فيه بتحصيل علم الطب والرياضيات حتى عدّ من فضلائهم . [ 9 ] ثم ذهب في بعثة علمية إلى سورية ، واشتغل في بيروت بتحصيل لسان العرب ولغاتهم حتى كمل فيه . ثم اشتغل بالتأليف [ 10 ] والترجمة بلسان العرب ، وكتب كتبا متعددة إلى ثلاثة عشر مجلدا ، في الطب واللوغاريتم والجبر والمقابلة وأصول علم الهيئة وغيره ، ومنها كتابه الموسوم بإرواء الظماء . ولد في 1818 المسيحي . [ 11 ] لكاتب الحروف . [ 8 ] ( أ ) و ( ب ) : في عدة انتخابي وأعزامي . [ 9 ] هذه التعليقة ليست في ( ب ) . [ 10 ] ( أ ) : إلى التأليف . [ 11 ] ( أ ) : مسيحي .

34