وهذه الأفكار المرفوضة دينياً كثيرة ومتنوعة ، نجدها مبثوثة يميناً وشمالاً ، ومن جملة الموارد التي بثت فيها ، كتاب طبع باسم « مأساة المأساة » كتب عليه اسم « نجيب نور الدين » . وهو الكتاب الذي وضع ليكون رداً على الكتاب الخالد « مأساة الزهراء ( ع ) » ، زعماً منهم أنهم بذلك يستطيعون إسقاط مؤلفه العلامة المتبحر المحقق المدقق السيد جعفر مرتضى العاملي ، علمياً واجتماعياً بل ودينياً أيضاً ، هذا عدا عما يجده القارئ فيه من تهم وسباب وافتراءات وخيانات وغير ذلك ، ما أبعده كل البعد عن « الموضوعية » و « العلمية » ، ولعلهما كانا آخر هم هذا الكتاب وكاتبه . فما كان مني إلا أن شمرَّت عن ساعد الجد لبيان الحقيقة ، بكل صراحة ووضوح ، مؤثراً في ذلك رضى اللَّه تعالى على رضى غيره كائناً من كان ، سالكاً فيه درب الحق ، ونهج الصدق ، متسلحاً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فأرجو من اللَّه تبارك وتعالى أن أكون قد وفقت في ذلك ، ببيان ما أريد طمسه أو تشويهه من معالم الدين ، وثوابت المذهب وواضحاته ، مما أصبحنا نخشى أن تخرج معه هذه الأفكار بصورة مذهب جديد بدأت معالمه تظهر ، وأفكاره تتواصل وتتلاقى . وبعد صدور هذا الكتاب ، لن يفاجئنا أن تتوالى على الكاتب أو غيره ممن يعملون في هذا السبيل ، ممن نذروا أنفسهم للدفاع عن الحق والدين ، هجمات التلفيق والتزوير ، وفق ما اعتدناه وألفناه . ومهما يكن من أمر ، لا شك في أنه ينبغي أن يكون الميدان مفتوحاً أمام الجميع ، ليعبر كل واحد عن رأيه وموقفه ، وفق الضوابط الشرعية والأخلاقية والعرفية ، بدون إرهاب أو افتعال مشاكل ، وبدون تهويل بادعاء أن الساحة لا تتحمل ، وكأني بهذه الساحة أو تلك تحتمل أقوالهم الخاطئة ، ولا تحتمل الصواب بتصحيحها ، وإعادة الأمور إلى نصابها ، وبيان النهج الحق الذي ينبغي