ووقوع المنازعة بينها وبين من آذاها ، وتحقق غضبها ، وسخطها على من عاندها ، إلى أن ماتت على ذلك ، فمما لا شك فيه عندنا من عشر الإمامية ، بحسب ما ثبت وتواتر من أخبار ذريتها الأئمة الأطهار ، والصحابة الأخيار ، كما هو مسطور في كتبهم ، بل باعتراف جماعة من غيرهم أيضاً كما سيأتي بعض ذلك ، سوى ما مر من أخبار مخالفيهم . وأما المخالفون ، فأمرهم عجيب غريب في هذا الباب ، لأن عامة قدماء محدثيهم سطروا في كتبهم جميع من نقلناه عنهم ، وأكثروا طرحها ؟ ( كذا ) . بل أكثرها موجودة في كتبهم المعتبرة ، بل صحاحهم المعتمدة عندهم ، لا سيما الصحيحين ، اللذين هما عندهم تاليا كتاب اللَّه في الاعتماد ، كما صرحوا به . وقد عرفت ، ما فيها من الدلالة صريحاً ، حتى على صريح طردها ، ومنعها عن ميراثها ، وفدكها ، وخمسها ، ودوام سخطها لذلك إلى موتها . مع موافقة مضمونها لما هو معلوم بيّن من دفنها سراً ، وإخفاء قبرها ، بحيث أنهم إلى الآن مختلفون في موضعه . . » . إلى أن قال رحمه اللَّه وهو يتحدث عن بعضهم الذي لم يمكنه إنكار أصل القضية : « أسقط من بعض ما نقله ما كان صريحاً في دوام غضبها . بل موّه في النقل بذكر ما يشعر بعدم الغضب ، غفلة منه عن أن مثل هذا لا ينفع في مقابل تلك المعارضات القوية كثرةً ، وسنداً ، ودلالة . . . إلخ » . وقال رحمه اللَّه : « . . إن الذي يظهر من روايات القوم ، التي نقلناها من كتبهم ، موافقة لما روي عن ذريتها الأئمة وغيرهم ، هو أن أسباب الأذية لم تكن شيئاً واحداً ، بل كانت متعددة ، تواترت منهم عليها من حين وفاة أبيها ( ص ) إلى أن توفيت هي من الهجوم على بابها ، بل على داخل بيتها بغير إذنها ، وسائر