المقصد الثاني ، مفصلاً صريحاً ، من بيان هجوم عمر وجماعة معه ، بأمر أبي بكر على بيت فاطمة ، لإخراج علي والزبير منه للبيعة . وكذا إلى منعها عن فدك ، والخمس ، وبقية إرثها من أبيها ( ص ) . ولا بأس إن ذكرنا مجملاً من ذلك هاهنا : نقل جماعة سيأتي في الموضع المذكور ذكر أساميهم ، والكتب التي نقلوا فيها ، منهم الطبري ، والجوهري ، والقتيبي ، والسيوطي ، وابن عبد ربه ، والواقدي ، وغيرهم خلق كثير : أن عمر بن الخطاب وجماعة معه ، منهم خالد بن الوليد ، أتوا بأمر أبي بكر إلى بيت فاطمة ، وفيه علي والزبير ، وغيرهما ، فدقوا الباب ، وناداهم عمر ، فأبوا أن يخرجوا . فلما سمعت فاطمة أصواتهم ، نادت بأعلى صوتها باكية : يا أبتاه ، يا رسول اللَّه ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب ، وابن أبي قحافة . وفي رواية القتيبي ، وجمع غيره أنهم لما أبوا أن يخرجوا دعا عمر بالحطب ، وقال : والذي نفس عمر بيده ، لتخرجن ، أو لأحرقنها عليكم على ما فيها . فقيل له : إن فيها فاطمة ؟ ! . فقال : وإن . . . وفي رواية ابن عبد ربه : إن فاطمة قالت له : يا ابن الخطاب ، أجئتنا لتحرق دارنا ؟ قال : نعم . وفي رواية زيد بن أسلم : أنها قالت : تحرق علي ، وعلى ولدي ؟ قال : إي واللَّه ، أو ليخرجن ، وليبايعن . ثم إن القوم الذين كانوا مع عمر لما سمعوا صوتها وبكاءها انصرف أكثرهم باكين ، وبقي عمر وقوم معه ، فأخرجوا علياً .