الضروريات المذهبية ، ويعتبر أن رأيه وما ثبت له هو اليقين والضروري . ثم يشرع بسرد الاستفهامات الاستنكارية حول معنى الثابت ؟ وما هي الثوابت ؟ وما هو الغرض من زجها في البحث ، وتعليقاً على كل ذلك نقول : أما مخالفة الثوابت فسيأتي عرضها قريباً فانتظر ، وأما الثوابت فنقول : الخلط بين الثوابت والضروريات يظهر من « مبعثر » سطور كتاب « مأساة كتاب المأساة » جهله الفاضح ، وخلطه الواضح بين الثوابت والضروريات ، وقصوره عن استيضاح الفرق بينهما ، ولعله معذور في ذلك ، لأنه لم يجد حوله من يمكنه الإجابة على تساؤله هذا ، ونحن بدورنا نبين له ذلك ، ونلفت نظره إلى أن : الضروريات هي كل ما وجب العلم به من قبل المنتمين إلى هذا الدين أو المذهب بالبداهة ، ويكون انكاره موجباً للكفر باعتبار استلزامه تكذيب النبي ( ص ) ، أو موجباً للخروج عن المذهب باعتبار عدم تقيد منكرها بما به يدخل في إطاره . وأما الثوابت فهي الأمور المقطوع بصحتها في هذا المذهب ، ومع هذا لا يجب على كل معتنقيه العلم بها ، ولا يضر جهلها في صدق انتمائهم المذهبي ، لكن يجب مع تحقق العلم بها الاعتقاد بها ، لوضوح وقطعية أدلتها سنداً ودلالة ومدلولاً ، ويشتد قبحاً أمر جهلها في العلماء ، من المدعين للعلم والمتظاهرين بحمله وتعليمه ، ولا يقبل منهم انكارها . ولعل عذر العلامة مرتضى في ترك هذا البيان ، اعتماده على فطانة القارئ ، وإن لم يكن معذوراً في ما يتعلق بأمثال هذا الكاتب . ومثال الضروريات : الصلاة والصوم والحج ، فإنها من الواجبات التي يجب تعلم حكمها ، وفي نفس الوقت تعرف بالبداهة من دين الإسلام ، ويخرج من الدين منكرها ، ومثلها حرمة شرب الخمر والزنا .