الاختلاف ، وأنهما اختلفا في تشخيص التكليف ، وعليه فأحدهما قد أخطأ أو كلاهما ، كما قد تقدم في فقرة مسّ الثوابت ، وقد أشرنا إلى عدم جزم السيد فضل اللَّه بكذب خبر يشبه الخبر الذي يذكر عدم معرفة علي ( ع ) بحكم شرعي بسيط وأصابته كآبة لذلك ، فراح يسأل عنه فاطمة ، فراجعه فيما مرَّ ، وفي كتاب النكاح للسيد فضل اللَّه ( ج 1 ص 89 ) . بيت الأحزان سئل المرجع الديني آية اللَّه العظمى السيد مهدي المرعشي عن بكاء الزهراء ( ع ) على أبيها صلى الله عليه و آله وسلَّم السؤال التالي : ذكر بعض الشيعة : أن بعض الحديث عن أحزان الزهراء ( ع ) غير دقيق ، فلا أتصوّر أنَّ الزهراء ( ع ) لا شغل لها في الليل والنهار إلا البكاء ، ولا أتصوّر أن الزهراء ( ع ) تبكي حتى ينزعج أهل المدينة من بكائها ، مع فهمها لقضاء اللَّه وقدره ، وأن الصبر من القيم الإسلامية المطلوبة حتى لو كان الفقيد في مستوى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وسلَّم . هل أن كثرة بكاء الزهراء ( ع ) وزين العابدين ( ع ) أمر ثابت عند الشيعة أم لا ؟ وهل كان بكاؤهما عاطفياً محضاً ؟ أم كان وظيفة يمارسها المعصوم لهدف من الأهداف ؟ وعلى فرض كونه عاطفياً ، فهل يتنافى مع التسليم لقضاء اللَّه وقدره ، خصوصاً مع كون الفقيد هو المصطفى صلى الله عليه و آله وسلَّم . فأجاب مد ظله بقوله : إنَّ بكاء الزهراء ( ع ) ، على أبيها ( ص ) ، ممّا تناقلته الكتب والأحاديث المعتبرة ، ولا محذور في ذلك ، فإنَّ يعقوب عليه السلام قد بكى على فقد يوسف ( ع ) حتى ابيضت عيناهُ من الحزن ، مع أنَّه كان نبياً يحدثنا القرآن بذلك في سورة يوسِف آية - 84 ، فإنَّ هذه الآية تشهد على شدّة الحزن الذي أصابَ يعقوب ( ع ) .